مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

منذ زمن بعيد ولى ،  كان هناك شجرة تفاح فى غاية الضخامة ،كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة يوميا وكان يتسلق أغصان هذه الشجرة ويأكل ثمارها  وبعدها يغفو فى ظلها لينام قليلا كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب لعبة معها مرّ الزمن  وكبر هذا الطفل وأصبح لا يلعب حول هذه  الشجرة  في يوم من الأيام...... رجع هذا الطفل وكان حزينا.  .فقالت له الشجرة: تعال والعب معى :فأجابها الولد: لم أعد صغيراً لألعب حولك أنا أُريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها........فأجابته الشجرة: إنه لا يوجد معى أية نقود!!!!!!! ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدى لتبيعه .... ثم تحصل على النقود التي تريدها ........الولد كان سعيدا للغاية فتسلّق الشجرة وجمع جميع الثمار التي عليها......... ونزل من عليها سعيداً   :  لم يعد الولد بعدها وكانت الشجرة في غاية الحزن لعدم عودته.......... وفى يوم رجع هذا الولد للشجرة ولكنه لم يعد ولداً بل أصبح رجلا.......!!!!وكانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له : تعال والعب معي     فأجابها: أنا لم أعُد طفلاً لألعب حولك مرة أخرى...... فقد أصبحتُ رجلاً مسؤلاً عن عائلة وأحتاج لبيت ليكون مأوى لهم.........هل يمكنك مساعدتي بهذا؟ آسفة!!!!!!!!   ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعى لتبنى بها بيتاً لك      فاخذ الرجل كل الأفرع وغادر سعيداً   وكانت الشجرة سعيدة لسعادته  ورؤيته كذلك......... ولكنه لم يعد إليها  

وأصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى      وفى يوم حار جداً........ عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة فى منتهى السعادة .....   فقالت له الشجرة: تعال والعب معي   فقال لها الرجل: أنا في غاية التعب........... وقد بدأت في الكبر......... وأريد أن أبحر  في أى مكان لارتاح    فقال لها: هل يمكنك اعطائى مركبا ؟   فاجابته: يمكنك اخذ جزعي لبناء مركبك.... وبعدها يمكنك أن تبحر أينما تشاء وتكون سعيداً...  فقطع لرجل جذع الشجرة........ وصنع مركبة.........فسافر مبحراً ولم يعد لمدة طويلة جدا  أخيراً عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة جداً ولكن الشجرة قالت له :آسفة يا بنى الحبيب ولكن لم يعد عندي شيء لأعطية لك  وقالت له لا يوجد تفاح.  فقال لها:لا عليك فلم يعد عندي أسنان لأقضمها بها   لم يعد عندي جذع لتتسلقه ......... ولا فروع لتجلس عليها   فأجابها الرجل: لقد أصبحتُ عجوزا اليوم ولا أستطيع عمل اى شيء  فأخبرته : أنا فعلا لا يوجد لدى ما أعطيه لك......كل ما لدى هو جذور ميتة.... أجابته وهى تبكى فقال لها:كل ما احتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه........ فانا متعب بعد كل هذه السنون  فأجابته : جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة  ! تعال تعال واجلس تحت معي هنا واسترح معي  فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به والدموع تملء ابتسامتها...... هل تعرف من هي هذه الشجرة؟؟؟إنها أبويك  ! حبّ أبويك  بسم الله الرحمن الرحيم" وقضى ربك الا تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهم أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" 

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1