مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

بسم الله الرحمن الرحيم إجازة بقراءة الإمام عاصم بروايتي شعبة وحفص من طريقي الشاطبية والطيبة المجيز : الشيخ الخطاط / محمد طه محمود محمد كمون إلي خادم القرآن الكريم / محمد فتحي محمد عبد الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله r ، وبعد ...... قال تعالى : ) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ( فاطر 32 وقال r ) خيركم من تعلم القرآن وعلمه ( وقال أيضًا : ) اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة ( إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار .... أما بعد ..... فيقول الفقير إلى ربه الشيخ الخطاط / (محمد طه محمود محمد كمون ) إن أهم العلوم علم القرآن لاشتماله على جميع العلم ، لذلك اعتنى به أهل العلم الأخيار نبهاء الأنام من كبار أو صغار . وكان ممن رغب في هذا العلم الدقيق و الاغتراف من بحره العميق طالب العلم : - ( محمد فتحي محمد عبد الرحيم ) أحياه الله الحياة الطيبة ولفاه كل خير ووقاه كل ضير ..... فإنه جاء إليّ وقرأ عليّ القرآن مجودا بقراءة الإمام عاصم برواتي( حفص وشعبه) من طريقتي( الشاطبية و الطيبة) زاده الله بها رفعة وأجزل له الأجر . وقد طلب مني الإجازة بذلك فأجزته إجازة صحيحة بشرطها المعتبر عند أهل العلم و النظر ،وأجزته أن يقرأ ويقرئ من أراد القراءة عليه رواية ووجها فأي محل نزل من الأمصار والأقطار والقرى فهو بذلك حقيق بلا مراء وفقه الله لما فيه رضاه وقد طلب مني معرفة الإسناد فأجبته ........ نعم ) ) قرأت على أستاذي الجليل الشيخ الطبيب / سعيد صالح بن مصطفى زعيمة المقرئ السكندري ، والذي قرأ على الشيخ الجليل / محمد بن عبد الحميد عبد الله ، والذي قرأ على شيخ قراء زمانه بالإسكندرية المرحوم الشيخ / محمد عبد الرحمن الخليجي ، الذي قرأ على الشيخ / عبد العزيز على كحيل ، وهو قرأ على الشيخ الكامل و العمدة الفاضل المرحوم الشيخ / محمد سابق ، وهو قرأ على الأستاذ الفاضل الشيخ / خليل عامر المطوبسي ، وهو قرأ على الأستاذ الفاضل الشيخ / على الحلو السمنودي رحمه الله ، وهو قرأ على الشيخ الفاضل / سليمان الشهداوي رحمه الله ، وهو نقل ما ذكره عن الشيخ / مصطفى الميهي البصير بقلبه وهو نقل ما ذكر عن محققين أعلام منهم أستاذه الفاضل الجليل الشيخ / إسماعيل رحمه الله ، وهو عن شيخه / الرميلي ، وهو عن الشيخ / محمد البقري رحمه الله ... وأخبرنا أيضا أنه أخذ عن الأئمة الأربعة عشر عن الشيخ المغدق عليه بالعطاء الحجة الحافظ الشيخ / أحمد الرشيدي ، وهو عن الشيخ / أحمد البقري .... وأخذ الرشيدي أيضا عن الشيخ / العباسي الشهير بالعطار ، وهو عن المشايخ الثلاثة الشيخ / سلطان أحمد المزاجي و الشيخ / الشبراملسي ، والشيخ / محمد البقري و أخذ الرشيدي أيضا عن الشيخ / مصطفى بن عبد الرحمن الأزميري ، وهو عن شيخه / شعبان بن مصطفى ، عن ابن جعفر المشهور بأولياء أفندي . وأخذ المرحوم الشيخ / مصطفى الأزميري أيضا عن الشيخ / حجازي ، وعن الشيخ على بن سليمان المنصوري ، وأخذ الشيخ / على المنصوري عن المشايخ الثلاثة السابق ذكرهم وأخذ الشيخ / سلطان عن شيخه / سيف الدين عن الشيخ / شحاذة اليمني ، و أخذ الشيخ / الشبراملسي و الشيخ / البقري عن الشيخ / عبد الرحمن اليمني عن والده الشيخ / شحاذة اليمني إلى قوله تعالى في سورة النساء : ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ ثم مات والده ،فاستأنف ختمته على تلميذ والده العلامة الشيخ / عبد الحق السنباطي ،عن الشيخ / شحاذة اليمني ، عن الشيخ محمد بن جعفر ، عن الشيخ / أحمد المسيري المصري ، عن الشيخ /نصر الدين الطبلاوي ، عن شيخ الإسلام / زكريا الأنصاري ، عن الشيخ / أحمد بن أسد الأنبوطي ، وأبي العباس أحمد بن بكر القايتاني ، وأبي نعيم الفقير ، و أبي طاهر محمد بن محمد العقيلي الشهير بالنوبري ، والإمام نور الدين . وأخذ الأنبوطي والقايتاني و الفقير والعقيلي ونور الدين عن حافظ عصره و وحيد دهره الشيخ / محمد بن محمد الجزري المقرئ الشافعي مؤلف ( طيبة النشر ) . وقرأ ابن الجزري و على شيخه إمام الجامع الأزهر المعروف بابن اللبان ، على أبي داود بن سليمان بن نجاح ، على الحافظ / أبي عمرو الداني مؤلف ( التيسير ) " سند قراءة عاصم الكوفي " قال أبو عمرو الداني في ( التيسير) : فأما رواية أبي بكر شعبة : فحدثنا بها محمد بن أحمد بن علي الكاتب قال : حدثنا بن مجاهد قال : حدثنا إبراهيم بن أحمد عمر الوقيعي قال حدثنا أبي قال : حدثنا يحي بن آدم قال : حدثنا أبو بكر عن عاصم . قال : أبو عمر وقرأت بها القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي ابن الحسن المقرئ . وقال : قرأت على إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد المقرئ البغدادي وقال قرأت على يوسف بن يعقوب الواسطي، وقال قرأت على شعيب بن أيوب الصريفيني، قال قرأت بها على يحي بن آدم عن أبي بكر عن عاصم . و أما رواية حفص : فحدثنا بها أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ ، قال : حدثنا بها أبو الحسن على بن محمد بن صالح الهامشي الضرير المقرئ بالبصرة قال : قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن سهل الاشناني قال قرأت على أبي محمد عبيد بن الصباح وقال قرأت على حفص وقال قرأت على عاصم وقال أبو عمرو وقرأت بها القرآن كله على شيخنا أبي الحسن وقال لي : قرأت بها على الهامشي : وقال قرأت على الأشناني عن عبيد عن حفص عن عاصم الذي قرأ على عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ على أبو مريم زر بن حبيش الأسدي . وعلى عثمان و ابن مسعود و أبي و زيد رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الأسانيد التي أديت إلينا هذه الرواية رواية وتلاوة من الأسانيد المذكورة في النشر . فاللهم انفعنا بعلمهم وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما وتوفتنا مسلمين وألحقنا بالصالحين ) ) (نسب عاصم بن أبي النجود) وهو عاصم بن أبي النجود بن مالك بن مالك بن نصر بن معين بن الحارث بن بهدلة الأسدي مولاهم الكوفي وينتهي نسبة إلي عدنان . ويكني عاصم بن أبي النجود بأبي بكر ، تابعي قرأ على عبد الله بن حبيب السلمي ، و قرأ على زر بن أبي حبيش الأسدي على عثمان وعلىّ و ابن مسعود وأبيّ و زيد رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلي الله عليه وسلم . وتوفي الأمام عاصم سنة 120 هجريا وقيل 127 هجريا وانتهت الإمامة في القراءة للإمام عاصم بعد شيخه أبي عبد الرحمن السلمي . كان الإمام عاصم رجلا صالحًا ثقة خيرًا رأسا في القرآن نحويا فصحيا كما اخبر عنه الإمام أحمد بن حنبل و سلمة بن عاصم وتلامذته ، وكان عاصم ذا أدب و نسك وفصاحة وقرأ على الإمام عاصم كثير من تلامذته ، الأعمش و المفضل بن محمد الضبي ، وحمد بن شعيب وأبو بكر بن عياش وحفص بن سليمان ونعيم بن ميسرة ،و روي عنه أبو عمرو بن العلاء وحمزة بن حبيب و الخليل بن أحمد وأشهر رواته شعبة وحفص . أمّا رواية حفص ( 90 – 180 هجريا) فهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمرو الأسدي الكوفي المقرئ الإمام صاحب عاصم ولد (عام90 هجريا) وتوفي (عام 180 هجريا) فكان إماما ثقة ، وكان أقرأ الناس وأعلمهم بقراءة الإمام( عاصم) ، وكانوا يعدون( حفص) فوق( شعبة) . ( راجع معرفة القراء الكبار ) هذا وأوصيك أيها الطالب / بتقوى الله تعالى في السر و العلانية وحفظ حدوده ، وتعظيم كتابه الشريف ، و القيام بوظائفه بخدمته وتجويده وإبرازه لطالبه والإعانة عليه ، والترغيب فيه والبر بالمسلمين وأبايعك كما بايع الرسول صلي الله عليه وسلم أصحابه على السمع و الطاعة والنصح لكل مسلم وألا يسألوا الناس شيئًا . وقد أجزتك أيها الطالب أن تروي عني كل ما يجوز لي روايته بما تلقته عني بشرط التثبت و التأمل و المراجعة و الإتقان والعرض على أهل الفن و التقى ، لأن الإنسان محل للخطأ و النسيان ، وما سمي الإنسان إنسانا إلا لكثرة نسيانه ، و لا القلب قلبا إلا لأنه يتقلب . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ الأنفال (24 ) فحافظ أيها الطالب على ما أديته لك ، جعلك الله تعالى من العلماء العاملين وكفاك شر خلقه أجمعين ....... آمين . قال بلسانه ، و رضيَ بجنانه ، الشيخ الخطاط / محمد طه محمود محمد كمون بأنني أجزتُ طالب العلم / محمد فتحي محمد عبد الرحيم قد أجزته بالتلاوة و التلقين للقرآن الكريم لقراءة الإمام عاصم بروايتي( شعبة وحفص ) من طريقي0 الشاطبية و الطيبة) حيث أصبح كفءً لذلك . وقد حررت هذه الإجازة بمحض اختياري في يوم ( الجمعة 22 من رجب سنة 1429 هجريا )، الموافق ( 25 من شهر يوليو 2008 ميلاديا ) . وأسأل الله تعالى بأن يجعله طالبًا مباركًا موفقًا للخير والإسعاد ، إنه سميعٌ مجيبُ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . ( وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) المُقر بالإجازة : الشيخ الخطاط / محمد طه محمود محمد كمون المُوجَز له : الفقير إلى الله / محمد فتحي محمد عبد الرحيم
محام يتهم مأمور مركز الصف بـ«مدّه» علي قدميه.. و٥٠٠ من زملائه يضربون عن العمل
اتهم محام شاب مأمور مركز شرطة الصف بـ«مده» علي قدميه «علي طريقة تلاميذ المدارس»، في الوقت الذي اعتصم فيه أمس قرابة ٥٠٠ محام للتضامن مع زميلهم، وامتنعوا عن حضور الجلسات داخل محكمتي الصف وأطفيح. تقدم المحامون ببلاغين للنائب العام ومدير أمن الجيزة، وبدأت نيابة جنوب الجيزة التحقيق في البلاغ، واستدعت، مساء أمس، العميد مصطفي عباد، مأمور المركز، والنقيب محمد لاشين، معاون المباحث لسماع أقوالهم. قال المحامي محمد صلاح، المبلغ في التحقيقات التي استكملها وائل صبري، مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، بإشراف المستشار حمادة الصاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، إنه توجه لكتابة شروط صلح بين عائلتين من الصف وقعت بينهما مشاجرة، وألقت أجهزة الأمن القبض علي ١٢ من العائلتين أثر هذه المشاجرة. وأضاف أنه اشتبك مع مخبر صفعه علي وجهه، واقتاده بالقوة إلي معاون المباحث الذي اعتدي عليه بالضرب، وأضاف المحامي في التحقيقات أنه تمت «كلبشته» من الخلف و١٢ من العائلتين، وأحضر المأمور كنبة خشب، وطلب من المخبرين وضع أقدام أل«١٣» علي الكنبة، وأحضر عصا طولها «متر» مكسوة بخرطوم بلاستيك ثم قام بـ«مد» أل«١٣»، وبينهم المحامي، علي أقدامهم داخل سراي المركز. الشعب والوطن فى خدمة الشرطة ! تعليق أ/حسين فتحي محمد المحامى بالإسكندرية من سنين رأينا لوحة على القسم " الشرطة في خدمة الشعب "! ولمّا فقدت الشرطة خدمتها للشعب من مدى الظلم والاستبداد وغيبة تطبيق القانون والتعذيب والتعليق فى الفلكة ،أصبح الاسم على غير المسمى ، تغيّرت اللوحةإلى " الشرطة والشعب فى خدمة الوطن " . . وما دامت الشرطة فى خدمة الوطن ؛ يصبح من حقها سحق وسحل وامتهان وانتهاك كرامة الشعب لصالح الوطن .. وأنا من واقع عملي بالمحاماة أنصح كل مظلوم يتوجه للقسم أن يقوم بعمل توكيل للمحامى ولا يذهب أبداً مهما يكن ؛ حتى لو ضاع حقه ، أفضل من أن يحرر ضده قضية ويلبسها !! ونغيّراللوحة إلى "الشعب والوطن فى خدمة الشرطة "! أ/ حسين فتحي محمد المحامى «أمن الدولة» بالإسكندرية يمنع ورشة عمل لتدريب ٣٠ قاضيا
منع جهاز مباحث أمن الدولة فرع الإسكندرية، المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة من استكمال اليوم الثالث والأخير لورشة العمل التي كان ينظمها المركز في أحد فنادق الإسكندرية. قال ناصر أمين، مدير المركز: لقد نظمنا ورشة العمل، وشارك فيها عدد من القضاة وأساتذة القانون، مضيفا أن إدارة الفندق أبلغتهم أمس بعدم استكمال برنامج اليوم الثالث، بسبب بعض المشاكل الفنية بالقاعة. وتابع أمين: «لقد أبلغونا أن ما تم جاء بناء علي تعليمات من مباحث أمن الدولة بالإسكندرية». الدورة المحظورة !! تعليق أ/ حسين فتحى محمد المحامى
أمن الدولة ليست هذه مهمته أن يقوم بإلغاء الدورات التدريبية وإرهاب المواطنين وعلى الأخص القضاة ، هذا لا يُعقل ، كأننا فى بلاد الواك واك ،والغابات ،التي تُحكم بلا قانون ولا دستور ولكن ينهش الذئب وأقرانه بقية الضعفاء بالغابة . أقترح إلغاء هذا الجهاز لأنه بلا مضمون وبلا عمل منتج للبلد ونوفّر الأموال والرواتب والحوافز و... للفقراء والغلابة والمساكين ونسدد ديون مصر ونوفر الخبز والبنزين والسولار ومع ذلك هيفيض علينا ونزرع الصحراء ونرصف الطرق ونزوج العزاب ونبنى عمارات للشباب وهيفيض كمان!! أمن الدولة فاكر أن دورة القضاة دورة محظورة - على وزن الجماعة المحظورة - وعجبي يا بلد أن يحكمنا امن الدولة أسم على غير مُسمى .
٥٣ ألف طالب «قناوي» يرسلون برقية تهنئة إجبارية لـ«مبارك» في امتحان اللغة العربية
أجبرت مديرية التربية والتعليم في قنا، طلاب الشهادة الإعدادية علي إرسال برقية إلي الرئيس مبارك بمناسبة فوز المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس أمم أفريقيا. واضطر ٥٣ ألف طالب وطالبة، من تلاميذ قنا، إلي كتابة البرقية التي وردت كسؤال إجباري في امتحان مادة اللغة العربية كان نصه «إجبارياً.. أرسل برقية إلي السيد رئيس الجمهورية تهنئه فيها بفوز المنتخب بكأس الأمم الأفريقية». ولم تتوقف طرائف امتحان الشهادة الإعدادية عند حد البرقية الإجبارية إلي الرئيس، بل كشف التلاميذ أنهم أدوا الامتحان في مادة «التكنولوجيا» وهم أصلاً لم يتسلموا كتاباً لهذه المادة، وهو الأمر الذي حدث أيضاً في امتحان التي رم الأول. وقال مدحت مسعد، وكيل وزارة التربية والتعليم في قنا، إن مواد التكنولوجيا والحاسب الآلي والاقتصاد المنزلي لم توزع كتبها علي التلاميذ نظراً لعدم وصولها من وزارة التربية والتعليم، وأضاف أن الوزارة بررت ذلك بأن تلك المواد عملية، وأن الجزء النظري يمكن أن يمليه المدرس علي التلاميذ. عبده مُشتاق .. وموت الضمير ! تعليق أ/ حسين فتحي محمد المحامى الأزمة التي نعانيها ليس فى قلة المال والبطالة والغلاء والبلاء و......... فحسب ولكن الأزمة الكبرى هي انعدام الضمير وغيابه وغفلته وموته أحيانا كثيرة. يا ليتنا نسبح بحمد الله ولا نسبح بنعمة رئيس او وزير او.....ويصحو ضميرنا ؛ لنخرج لأمتنا أمثال زويل والباز والبنا والغزالي والقرضاوى . متى نتقدم إلى الأمام ؟ إلى متى نتخلف ونرجع إلى عصور الفراعنة !! .مستوانا على العالم رقم 122 فى التقدم العلمي ورقم 11 على أفريقيا . أيها الموظفون والمربون ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء !! مصطفي أبو زيد فهمي: ذاكرة «المحلاوي» خانته وخلافي مع السادات بدأ قبل صدامه مع «الإسلاميين» تعقيباً علي إشارة وردت في حلقة من حوار «المصري اليوم» مع الشيخ المحلاوي، أرسل الدكتور مصطفي أبو زيد فهمي الرد التالي، واصفاً ما قاله الشيخ المحلاوي بحقه بأنه «هاله»، رافضاً في الوقت ذاته اتهامه بالكذب، قائلاً: إن الأليق والأصح والأكثر إقناعاً هو تصحيح ما خانت الذاكرة فيه الشيخ المحلاوي، مستنداً إلي الوقائع التاريخية التي تباعدت. يقول الدكتور أبو زيد في رده: ما جاء علي لسان الشيخ من أنه التقاني لسابق علاقتي به آني قلت له قبل أن يخرج من مكتبي «لا داعي لأن تخبر أحداً بلقائي معك»، وأنه رد «هل الموضوع خطير إلي هذه الدرجة.. إذا كان الأمر كذلك فأنا لا أريد أن أعرفك نهائياً».. هذه الوقائع لم تحدث، لا اللقاء ولا الحوار. ويضيف: كنت أستطيع الاكتفاء بتأكيد أن هذا لم يحدث، فيبين أني أرمي الشيخ المحلاوي بالكذب ولكني أريد أن أعرض الوقائع التاريخية التي تثبت ذلك، فإني لم أكن قط شريكاً مع الرئيس الراحل أنور السادات في قراراته، وعندما كنت وزيراً للعدل كان اختصاصي تنظيم القضاء وكفالة سيادة القانون، وملفات الأمن وموضوعا ته كان المختص بها السيد ممدوح سالم، وزير الداخلية وقتها، وليس صحيحاً - جملة وتفصيلاً - أني قلت له ألا يخبر أحداً بلقائه معي، ذلك أن وضعي كوزير للعدل كان يسمح للكثيرين بلقائي، وقد استطعت في تلك الفترة أن أكون أداة إنصاف للعديد ممن كانوا يعدون خصوماً للنظام. ويواصل: يقول الشيخ المحلاوي إنه قال لي لا أريد أن أعرفك نهائياً ولو قال لي مثل هذه العبارة لحكي بعدها ما يمكن أن أنزله به من الإهانات الشديدة والطرد الفوري. يقول الدكتور أبو زيد: الدليل علي عدم حدوث اللقاء أصلاً أني غادرت منصب المدعي العام الاشتراكي ووزير العدل سنة ١٩٧٦، وذهبت إلي ديوان المظالم، ووقتها لم يكن السادات قد زار القدس، أو أبرم معاهدة كامب ديفيد، وبالتالي لم يكن الخلاف بين السادات والقيادات الإسلامية قد بدأ أصلاً وقتها نشأ الخلاف بيني وبين السادات فأبعدت من منصبي، وزير العدل والمدعي الاشتراكي إلي ديوان المظالم. وهذا الوضع لا يجعل عندي ملفات كثيرة أو قليلة للمحلاوي أو سواه. وأخيراً يقول الدكتور أبو زيد: كذلك قول الشيخ إني كنت معجباً به بشدة غير صحيح، وإنما كنت أجامل الكبير والصغير باعتباري نائباً عن الدائرة. تعليق على تعليق الباش !!!ا تعليق أ/حسين فتحي المحامى أحترم كل التعليقات واحترم كل الآراء ولكن أظن أن تعليق الباشا أسخف تعليق !! لآن المشايخ الإسلاميين لا يكذبون مطلقاً وهذا سخف من تعليق الباشا . أرجو من الإخوة المعلقين احترتم العلماء والمشايخ بأسلوب راقي وذوقيات عالية لأننا لا نخطئ ولا نجرح أحد وهذا من أدب الحوار السامي .
نقلاً عن : مصر - عصام علي جريدة الوسط الالكترونية وصايا عشر للحوار من الملاحظ أن كثير من حواراتنا تذهب أدراج الرياح ولا تؤتي أي من ثمارها فحدثنا تقريبا مثل "حديث الطرشان" يبدأ وينتهي دون الوصول إلي نقاط تماس أو إلي أرضية مشتركة لأسباب كثيرة منها سعي كل طرف للفوز في النهاية أو هكذا يريد أن يبدو بغض النظر عن الحق والحقيقة حيث يظن كل طرف أنه إذا أقتنع برأي مخالف فهو مهزوم قليل الحيلة رغم أن الحكمة ضالة المؤمن كما قال المصطفي عليه الصلاة والسلام ولكي يكون الحوار مجديا وتكون النتيجة والثمرة المرجوة صالحة ولكي نؤثر في الآخرين علينا أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية: أولا: (البناء علي الأرضية المشتركة) لابد لكل حوار ناجح أن يبدأ من أرضية مشتركة بحيث نبدأ بالثوابت التي لا نختلف عليها ومنها القيم الإنسانية الشاملة التي لا يمكن أن تتعارض مع الفطرة السليمة ومع ثوابت كل الأديان ولا مع ما استقر عليه البشر في تعاملاتهم وقيمهم. والملاحظ أن هناك قدر كبير من المساحة المشتركة بين كل البشر. فحق الإنسان في الحياة والحرية والعدل والديمقراطية هي أمور عالمية يمكن البدء بها في أي حوار للوصول إلي بغيتك من الحوار. ثانيا: (عدم الدخول في الأمور الخلافية بين الأديان) فالحوار العادي وغير المتخصص يجب إلا نركز فيه علي نقاط الاختلاف بين الأديان وليس معني هذا طرح المعتقدات جانبا ولكن تحييد الطعن في العقائد. ولكن عندما يتطلب الأمر الدخول في أمر عقائدي فلابد من طرح وجهة نظرك من الناحية الشرعية بأسلوب راق وغير عدواني ولكن بدون التفريط في ثوابتك الدينية. إن مسألة التكفير والاتهامات بالهرطقة والبعد عن الدين – رغم أنها قد تكون صحيحة – ربما تخرج بالحوار عن هدفه ويكون الهدف هو مجرد إحراز انتصار كلامي ولكنه يخلف الكثير من الأحقاد والخلافات. ثالثا: (إضفاء أكبر قدر من الموضوعية علي الحوار) لابد من تجنب الصراعات الشخصية (شخصنة الحوار) والهجوم علي الأشخاص بعيدا عن تناول وجهات نظرهم وأرائهم كما يجب تجنب تجريح الآخرين لأن ذلك يخرج بالحوار من الجانب الموضوعي إلي السياق الشخصي الذي لا يفضي لأي شيء في النهاية. كما يجب دائما تجنب تخوين الأشخاص والطعن بمرجعيتهم التي لابد وأن تختلف معنا طالما نحن في حوار يشمل نقاط اختلاف بالضرورة. رابعا: (الإيمان بأن للآخر الحق في الرأي المخالف) لابد دائما أن نعي أن للآخر الحق في إبداء وجهة نظره وتبنيها بل والسعي من أجل نشرها ولابد من أن نوقن بأن لابد من وجود أراء صحيحة أو علي الأقل نقاط سليمة ومنطقية ربما تغيب عنا ولابد في الحوار بالإقرار بصحة بعض هذه الآراء بل تبني وجهة النظر السليمة وتعديل الآراء بناء علي هذه الأفكار الجديدة. ومن هنا ينشأ نوع أخر من الفهم والتقبل من الطرف الآخر فيحاول هو الآخر الوصول والتفهم لوجهة نظرك. خامسا: (مراعاة اللياقة في الحوار) لابد خلال الحوار من مراعاة احترام مشاعر وأراء الآخرين وعدم التقليل من شأنهم أو تسفيه أرائهم مهما اختلفنا معها بل لابد من إظهار أكبر قدر ممكن من التقدير لصاحب الرأي المخالف لكي لا يبدو الحوار مجرد صراع عضلات أو "خناقة". كما يجب تجنب الصوت العالي في النقاش فالصوت الهادي الرزين هو الذي يمكن أن يتخطى الأسوار ويصل بك في النهاية إلي احترام الآخرين لرأيك حتى ولو لم يقتنعوا به. سادسا: (الصبر والتدرج) من الأمور التي لها غاية الأهمية مسألة الصبر والتدرج فليس من المعقول تحويل وجهة نظر جميع الناس من خلال مقال واحد أو حوار واحد بل لابد من معرفة أن الطريق طويل وشاق ويحتاج إلي مزيد من الوقت والجهد. سابعا (سعة الصدر) لابد من التحلي بسعة الصدر والتغاضي عن بعض الأخطاء التي ترد في الحوار بل واستثمار ذلك لصالحك في الحوار. ثامنا: )التركيز وعدم الخوض في معارك جانبية) لابد من التركيز في موضوع الحوار وعدم الانجرار إلي نقاط ثانوية هامشية بعيدة عن لب الموضوع وعدم التركيز علي الأمثلة التي يضربه الآخرين بل الإشارة إلي خطأها بإيجاز وقصيرة كما يراعي عمق المعاني ودقة الألفاظ. تاسعا : (اعتماد الأسلوب العلمي) محاولة البعد عن الخطاب الإنشائي العاطفي – رغم ضرورته أحيانا – ولكن لابد أن يكون الحوار موثقا بالإحصائيات الرسمية والمعلومات القيمة التي لا يمكن دحضها أو القفز عليها. عاشرا : (محاولة فهم طرف الحوار) التأثير في الطرف أو الأطراف التي تحاورها مسألة هامة للغاية فيجب النظر إلي النواحي النفسية والمكونات الثقافية والمرجعية التي ينتمي إليها الطرف الآخر ومحاولة تمرير وجهات نظرك من خلال فهمك لهذه الشخصية فالحوار مع السلفي مثلا لابد أن يعتمد الكتاب والسنة أساسا للحوار بينما الحوار مع الليبرالي يجب التركيز فيه علي الحريات وحقوق الناس دون لي للحقائق وتغيير للمرجعية.
بدأ وزارة الداخلية ابتداء من أول أغسطس المقبل تطبيق قانون المرور المعدل، والذي أقره مجلس الشعب قبل أسبوع تقريباً، وهذاشرحاً تفصيلياً للقوانين التي تم تعديلها في إطار سعينا لتقديم خدمة للقارئ، للإلمام بنصوص القانون الجديد.

نص القانون علي استعمال الطرق أياً كانت طبيعتها في المرور علي الوجه الذي لا يعرض الأرواح، أو الأموال للخطر أو يؤدي إلي الإخلال بأمن الطريق أو يعطل أو يعوق استعمال الغير له، أو يقلق الراحة أو يضر بالبيئة، ولا يجوز تسيير أي مركبة في الطريق بغير ترخيص من قسم المرور المختص، فيما عدا دراجات الركوب وعربات اليد ولا تسري أحكام هذا القانون علي المركبات التي تسير علي الخطوط الحديدية.

كما حظر القانون سير السيارات الأجرة خارج المحافظة المرخصة بها، إلا بتصريح من إدارة المرور المختصة، ولا يجوز الترخيص بالسيارات الأجرة وسيارات نقل الركاب التي يكون قد مضي علي صنعها خمس سنوات بما فيها سنة الصنع، وذلك عند الترخيص بها لأول مرة، وكذلك لا يجوز الاستمرار في الترخيص للسيارات الأجرة ونقل الركاب التي مضي علي صنعها عشرون سنة، وفي جميع الأحوال يسمح لمالك المركبة الأجرة بنقل الترخيص الساري لمركبته إلي المركبة الجديدة المستبدلة بها، وذلك مع عدم الإخلال بجواز ترخيصها كسيارة خاصة.

ويحظر استيراد أو تسيير أو الترخيص بمقطورة يجرها جرار أو سيارة أو أي آلة أخري بعد نفاد حظر تسييرها، ويستثني من ذلك مقطورات الجرارات الزراعية، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون شروط استخدامها، ويعاقب علي تسيير مقطورات بالحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه، ولا تزيد علي 20 ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين ويحكم بمصادرة المقطورة وما يجرها.

وحدد القانون الدراجة النارية بأنها مركبة ذات محرك آلي تسير به لها عجلتان أو أكثر ولا يجوز تصميمها علي شكل سيارة، ومعدة لنقل الأشخاص أو الأشياء وقد يلحق بها صندوق، ولا تستخدم مركبات «التوك توك» إلا في نقل الأشخاص بأجر وفقاً للاشتراطات الفنية والتصنيعية التي يصدر بها قرار من وزارة التجارة والصناعة، ويحصل عنها الضرائب والرسوم المقررة قانوناً، ولكل محافظ كل في دائرة اختصاصه تحديد أماكن وخط سير مركبات «التوك توك» وأعدادها بعد توافر الاشتراطات المشار إليها، ويحظر تسييرها من العواصم وإليها والطرق السريعة وخارج الأماكن المحددة لسيرها والمدونة في ترخيصها.

نقلاً عن موقع " أمل الأمة " مقال رائع ومُوفّق من أ/ جمعة أمين بقلم الداعية : جمعة أمين

لحبي لهذه الدعوة المباركة أخطُّ هذه السطور مؤديًا الواجب الذي تُمليه الدعوة على كل فردٍ من أفرادها ألا وهو :

أولاً : حراسة الدعوة والعمل على نشرها بالحكمة والموعظة الحسنة.

ثانيًا : حماية الفكرة من المغالاة فيها أو الاعتداء عليها أو الانحراف عنها.

ولذا كانت سطوري هذه لتأكيد التصور السليم، وتعميق المعاني وتثبيت المفاهيم لتوحيد الوجهة والمسار حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها.

فعلى مدار ستين عامًا أو يزيد قليلاً قضيتها في هذه الدعوة المباركة!! أنعم مع إخواني بالفهم الدقيق، والإيمان العميق، والحب الوثيق، والعمل المتواصل، والوعي الكامل، وتحري القصد وسلامة الخطوات، وحب غرس في نفوسنا زاد من تماسك الجماعة حتى عصت على الاختراق أو الاقتسام والتشرذم والتفرق، وهذا الحب هو الذي ميَّز جماعتنا عن أي تنظيماتٍ أخرى مهما بلغت دقتها أو كثر عددها، ولقد عبر عن هذا المعنى الإمام البنا حين قال: "سنقاتل الناس بالحب" فإذا انتفى هذا الحب أو قل بين أفراد الجماعة فسمى الجماعة بأي اسم شئت إلا أن تكون "جماعة الإخوان المسلمين".

ورضوان الله على الإمام البنا الذي علَّمنا أن نردد صباح مساء وردًّا أسماه "ورد الرابطة" بدايته "اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك.."، وجعل الأخوة ركنًا من الأركان بدونه لا يقوم بناء.

والجدير بالذكر أني عاصرت جميع المرشدين بمَن فيهم الإمام البنا غير أني كنت في مقتبل العمر لا أدرك أغراض الدعوة وأهدافها حتى شببت عن الطوق واستكملت الفهم وطبيعة الطريق بمعايشتي باقي المرشدين إلى أن سعدت بصحبة المرشد الحالي الأستاذ محمد عاكف وإخوانه الكرام.

المدرسة الواحدة

والذي أريد أن أؤكد عليه أن جميع المرشدين وأتباعهم هم خريجو مدرسة واحدة لها منهجها الواحد وخطتها الواحدة وأهدافها المحددة فجميع المرشدين من بعد الإمام البنا يدينون له بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى وينتسبون لمدرسةٍ واحدةٍ هي مدرسة الإمام البنا، وهم حراسٌ على منهجها المستمد من كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- وعمل السلف الصالح من هذه الأمة، وهذه المدرسة بقيادتها وأفرادها يعرفون ثوابتهم التي لا اجتهادَ فيها ولا تبديلَ ولا تغيير مهما تغيَّر المرشدون أو تبدَّلت القيادات بتغير السنين والأحوال، فالثوابت عُمد الجماعة الثابتة، والمتغيرات وهي المجتهد فيها داخل مؤسسات الجماعة وليس بفرض آراء المرشدين وأوامرهم أو تبعًا لمدارسهم كما يدَّعي البعض.

ولم أعرف- كما لم يعرف أي فردٍ في الجماعة- مدرسةً أخرى تنتسب لمرشدٍ من المرشدين خاصةً به كمدرسة عمر التلمساني مثلاً، أو مدرسة مصطفى مشهور- رحمة الله على الجميع-، ولو كانا على قيد الحياة لاستنكرا ما يُقال، فهذا كلامٌ لا يقوله مَن تربَّى في مدرسة البنا أو حتى صاحب رأي منصف، واسألوا الشباب قبل الشيوخ.. الذين تربوا على منهج الجماعة فبالرغم من أنهم لم يروا معظم مرشديها إلا أنهم لم يروا اختلافًا أو تناقضًا في الفهم والحركة حين يقرأون للأستاذ الهضيبي أو الأستاذ عمر التلمساني أو الأستاذ أبو النصر، أو الأستاذ مصطفى مشهور أو الأستاذ مأمون أو مرشدنا اليوم- أمدَّ الله في عمره-، فالجميع مستقي من معين واحد.

وأحسب أن القارئ لهم جميعًا لن يحس بفارق في المعاني والمفاهيم حين يتعرضوا لشرحٍ لفكرة وتوضيح المنهج اللهم إلا في أسلوب العرض والشرح، والحمد لله فالصفُّ نفسه بخيرٍ يجتمع على فهم واحدٍ دقيق وضوابط حاكمة تحكم المسير، ولم يختلف أحدٌ من أفراد الجماعة، فضلاً عن قادتها فيها، وبفضل الله أدبياتنا مسجلة ومفاهيمنا مسطرة ووثائقنا منشورة ومراجعنا معتمدة، وأساتذتنا من الشيوخ أمد الله في عمرهم، ومنهم مرشدنا الحالي، من السهل الرجوع إليهم، فهم بفضل الله عدول وأهل للثقة ومراجع للفهم.

أول مَن يحترم النظم

إنَّ المرشدَ العام لجماعة الإخوان المسلمين له اختصاصاته وأدواره التي حددتها اللوائح والنظم، وهم جميعًا بفضل الله أول مَن يحترمونها وينزلون عليها، فالمرشد العام يوجه ويتابع ويشارك ويبدي رأيه كما يبدي إخوانه آراءهم في الأمور والمسائل المعروضة، وليس له أن يفرض رأيه على الجماعة، فضلاً عن أن تكون له مدرسة خاصة به يطبع الجماعة بطابعها، ويدعو إليها ويتميز بها فهذا محال!!!.

وإن كان الأمر كما يدَّعي البعض فعلام تتكون المؤسسات؟ ولم تجتمع اللجان لاتخاذ قرار؟ ولم توضع الضوابط والاختصاصات؟ إذا كان المرشد هو الآمر الناهي فلماذا تعتبر الجماعة الشورى ملزمةً؟ ولماذا كل هذه المؤسسات الشورية والإدارية؟ فلتستغن الجماعة عن هذه المؤسسات إن كان الأمر كذلك ولتعتمد على أوامر المرشد وتوجيهاته فحسب!!! إن هذا لشيء عجاب!!.

- مما لا شك فيه- أن كل فردٍ مسلم بصرف النظر عن موقعه الدعوي أو الإداري يختلف عن الآخر في قدراته وإدارته وله شخصيته المستقلة المتميزة، والتي يقرها الإسلام ذلك؛ لأن هذا تعدد محمود يظهر من خلاله القدرات والكفاءات والقيادات المختلفة، فهذا إداري ماهر؛ وذاك مربٍ فاضل، وآخر محلل للأحداث بارع، وهذا حليم وهذا غضوب، وهذا صبور وهذا انفعالي، وهذا رقيق المشاعر وهذا شديد المراس، وهذا متأنٍ وهذا شديد الانفعال، وبالرغم من هذا التنوع وهذا التعدد فإنه لا يبتعد أي فردٍ منهم عن المنهج والفكرة والخطة قيد أنملة بل يعمل على ضوء ذلك، قد تختلف التعبيرات والاجتهادات التي تحسمها الشورى، ولكن المقاصد والغايات واحدة والفكرة والأهداف يضبطها تصور واحد وتجمعها خطة واحدة، فهم شخصيات متعددة الصفات والقدرات ولكنها متحدة الفكرة والحركة والغاية.

ولأوضح للقارئ الكريم ذلك أسأل سؤالاً: هل ما كان يحمله ويتصف به أبو بكر الصديق رضي الله عنه من صفات وطبائع وقدرات كالتي يتصف بها الفاروق عمر بن الخطاب؟ وهل كان عثمان- رضي الله عنه- كعلي بن أبي طالب، وهل كان خالد سيف الله المسلول كابن مسعود، لقد اختلفوا في النظرة للأمور وتحليلها ولكن ثوابتهم واحدة والكل من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ملتمس يقولون بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

ومن هنا فإننا لا نتصور مع اختلاف طبائع المرشدين وأسلوبهم في إدارة الأمور أن يكون أسلوبهم واحدًا وطريقتهم واحدة، فهذا أمرٌ محال، ولكن مع خطة الجماعة وثوابتها وأهدافها لا يتصور أن يأمر أو يوجه أحدهم بالانفتاح على المجتمع والتعامل مع الأحزاب مثلاً ثم يأتي مَنْ بعده فيلغي هذا التوجه أو الخطة وكأن الجماعةَ لا تحكمها مؤسسات شورية وإدارية، فهذا فهم لا تقره العقول السليمة، فضلاً عن الواقع العملي للجماعة!!.

إن الأستاذ عمر التلمساني- جزاه الله عنا خير الجزاء- تولى كمرشدٍ في مرحلة شوهت فيها الجماعة سنوات طوال، فكان نعم المرشد للمرحلة فبحلمه وسعة صدره، صحح صورة الجماعة في المجتمع وانفتح عليه وعلى أحزابه ومؤسساته المدنية، ثم جاء الأستاذ حامد أبو النصر وواصل المسير طبقًا لخطة الجماعة وتأكيدًا لتوجهاتها وسياستها في هذه المرحلة ثم جاء الأستاذ مصطفى مشهور الذي اهتمَّ بتأصيل مفاهيم الجماعة متماشيًا مع المرحلة، وجاء من بعده الأستاذ مأمون الهضيبي- رحمة الله على الجميع- وواصل المسير وبطبيعته القضائية كانت ألفاظه في غاية الدقة وتعبيراته تميل لدراسته القانونية، وأشهد أنه- رحمة الله عليه- كان أشد حرصًا على تنفيذ خطة الجماعة وتوجهاتها.

وبالمناسبة هل الجهاز الخاص سيطر أصحابه على الجماعة وتوجهاتها؟- ابتداءً- فإن هذا الجهاز يفخر به كل فردٍ في الجماعة؛ لأنه ما أنشأ إلا لمقاومة المستعمر، فهو ليس سُبَّةً في تاريخ الجماعة، بل هو موضع الإعزاز والفخر وسنتناول موضوعه بإيجابياته وسلبياته بتفصيل في "أوراق من تاريخ الجماعة" بمشيئة الله تعالى.

إن الذي يهمنا هنا هو دوام التشويه والتشويش للجماعة وقيادتها، وهذا ليس بجديدٍ على أصحاب الدعوات ولا يعيرونه التفاتًا، فبالمناسبة لقد شاركتُ مع إخواني في مكتب الإرشاد من أيام الأستاذ محمد حامد أبو النصر- رحمة الله عليه- وتعاقب على المكتب كلٌّ من الأخوة الأستاذ الدكتور محمد حبيب النائب الأول، والأستاذ الدكتور محمود عزت أمينها العام، والأستاذ الدكتور محمود غزلان، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والأستاذ الدكتور محمد مرسي، والأستاذ الدكتور محمد بديع، والأستاذ الدكتور محمود حسين، والأستاذ الدكتور محمد بشر، والمهندس خيرت الشاطر النائب الثاني- فك الله أسرهم جميعًا- وكلهم كانوا من شباب الدعوة وهؤلاء جميعهم لم يعايش أحد منهم الجهاز الخاص بل منهم من لم يكن قد التحق بالجماعة أصلاً فأين سيطرة رجال الجهاز الخاص على مكتب الإرشاد؟ ونظرة إلى تكوين المكتب اليوم نقول: كم بقي من الرعيل الأول في مكتب الإرشاد؟

إن الافتراءات والكذب والتضليل ملازم لأصحاب الدعوات وما نجا مرشد من المرشدين من الألسنة الحداد والافتراءات الكاذبة إلى يومنا هذا.

أفك قديم وبهتان

إن الحديث عن الإخوان وتقسيمهم إلى إصلاحي ومحافظ لعبة قديمة وحيلة ساذجة لا تنطلي على أفراد الجماعة الواعين؛ فهذا تقسيمٌ لا تعرفه الجماعة لا لشيء لأن الجماعة كلها قادة وأفراد هم إصلاحيون، وما دعوة الجماعة إلا دعوة إصلاحية ولا تعرف تقسيمات بداخلها، فصفّها رباني يلتف حول قيادته تقل فيه الخلافات وتنعدم فيه الانشقاقات، والشورى الملزمة تحسم الخلاف، ولقد عشتُ بنفسي مواقف لا تعد ولا تحصى كان القرار فيها على خلافِ رأي المرشد الذي كان ينزل على هذا الرأى المخالف له بل ويدافع عنه؛ لأنه قرار الشورى الملزم، والذي يصبح رأي الجماعة الذي يحترمه الجميع الموافق والمخالف على حد سواء، ويعمل الجميع على وضعه موضع التنفيذ، وعلى رأسهم المرشد العام نفسه.

وللتاريخ أذكر ونحن في السجن عام 1965م وبعد أن صدرت الأحكام، أراد الأمن أن يحدث فتنةً كعادته بتقسيمه الإخوان داخل السجن إلى فئات:

البنائون : نسبة إلى الإمام البنا.

والهضيبيون : نسبة إلى الأستاذ حسن الهضيبي.

والقطبيون : نسبة إلى الشهيد سيد قطب.

فلم تنطل هذه الحيلة التي يُراد بها فتنة على الإخوان فسخروا من هذا التقسيم وكان الواحد منا يقابل أخاه داخل السجن فيقبّله ويحتضنه ويسلم عليه قائلاً له بتهكم: أهلاً بالبنائي فيرد عليه ساخرًا ليسمعه أرباب الفتنة: أهلاً بالهضيبيّ، وصارت دعابةً يتهكم عليها الإخوان، وباءت هذه المحاولة بالفشل التام بفضل الله ثم بوحدة الفهم بين الإخوان.

خلاصة القول:

كان الإمام البنا في أفكاره وسلوكياته شديد النفور، وفائق الحساسية إزاء كل دواعي التعصب والتشنج، وعلم أتباعه وتلاميذه أن ينأوا بأنفسهم عن أجواء التشاحنات والتجاذبات، وأن يكون الحوار سبيلاً لتسوية كل خلافٍ ويحسم هذا الخلاف مؤسسيًّا داخل الجماعة.

ومن نافلة القول أن نقول: إن الجماعة تدعو إلى شمولية الإسلام وتكامل أبعاده ومحاولة ترسيخ هذا التصور السليم في الواقع الحياتي مرتبطًا هذا بالفكر والثقافة الإسلامية في تصوراتها، فكان اهتمام أفرادها الدفاع عن العقيدة وتراثها الحضاري الضابط للهوية الذاتية للجماعة وفضلاً عن ذلك فهي دعوة شاملة متعددة الجوانب والمستويات لأنها:

· دعوة لمطلق الإسلام في مواجهة مَن ينكره أو يشكك فيه.

· ودعوة لتطبيق شريعة الإسلام لتكوين أساس نظام يقوم على التدرج في التعامل بين الناس واسترجاعًا لمرجعيتها الإسلامية.

· وهي دعوة التحلي بالسلوك الأخلاقي الصادر عن قيم الإسلام وأصول الدين وفقه الشريعة وتاريخ السلف الصالح.

· وهي دعوة للتحرر السياسي من التبعية أيًّا كان نوعها لتكون لنا إرداتنا السياسية بادئين بالأصول قبل الفروع والتربية عندنا أصل والسياسة فرع.

يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (1889م- 1965):

"إن السياسة لباب وقشور، وإن سياسة التربية هي الأصل لتربية السياسة- التي هي الفروع- والأصول مقدمة على الفروع، ولباب السياسة بمعناها العام عند جميع العقلاء- هو عبارة واحدة! إيجاد الأمة، ولا توجد الأمة إلا بتثبيت مقوماتها من جنس، ولغة، ودين، وإذا انعدم الشرط انعدم المشروط، ثم يفيض على الأمة من مجموع تلك الحالات إلهام لا يُغالب ولا يُرد.. وأن تلك المقومات متى اجتمعت تلاقحت ومتى تلاقحت ولدت وطنًا".

"إن الآمال في الإصلاح والنهوض إنما تتعلق على الأمة قبل الملوك والأمراء"؛ ولذلك كان منهجنا الإصلاحي معلنًا وواضحًا، وبدايته تربية لأفراد الجماعة وانفتاح على المجتمع لتوضيح الأفكار وتصحيح المسار تعلمنا ذلك كله من الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله "خلو بيني وبين الناس"، ومَنْ صحت بدايته صحت نهايته.

لقد أوضحت القيادة هذه المفاهيم في لقاءاتٍ مفتوحة ونقاشات حرة مرات عدة، فضلاً عن المكاتبات والرسائل التي تؤكد على هذه المفاهيم والمعاني حتى لا تختلط الثوابت بالمتغيرات، ومصدر التلقي من تشويه وسائل الإعلام وتلبيس الحق بالباطل، كل ذلك ليحيى من حيي عن بينة وليتبين الرشد من الغي، ويتضح الصبح لذي عينين ولتستبين سبيل المؤمنين.. وها أنا أُذكِّر نفسي وإخواني، والذكرى تنفع المؤمنين والله الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.

فاللهم بلغت اللهم فاشهد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

نقلاً من مدونة " فى سكون الليل " أتتني في سكون الليل أطياف لماضينا وراحت تنثر الأشواق والذكرى أفانيينا أما كنا بجوف الليل رهبانا مصلينا وفرسانا إذا ما قد دعا للموت داعينا فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينا ومن للغاية الكبرى إذا ضمرت أمانينا ومن للحق يجلوه إذا كلت أيادينا أسائلكم ونفسي هل أصاب القحط وادينا وهل جفت ينابيع الهدى أم أجدبت فينا فما المعنى بأن نحيى فلا نحيي بنا الدينا وما المعنى بأن نجتر مجدا ماضينا فينا وحينا نطلق الآهات ترويحا وتسكينا أسائلكم أسائلكم عسى يوما يوافينا ونبرم فيه بالأقدام يرموكا وحطينا فعذرا إن عزفت اليوم ألحان الشجيينا وإن أسرفت في التبيان عما بات يدمينا فإن الكون مشتاق لكم شوق المحبينا بنا يعلو منار الحق في الدنيا ويعلينا
أ/حسين فتحي محمد المحامى أيها الإخوة : مع هبوب رياح الصيف وحلول مواسم الأجازات ، وارتباط الإجازة عند بعض الناس بالتعطيل والبطالة وإضاعة الوقت وقتله؛ يحسن الوقوف وقفة نظر وتأمّل في الإجازة الصيفية وحفظ الوقت وضبط ساعات العُمُر وأوقات الراحة. الإجازة : فترة من الزمن يرتاح فيها المسلمون من عناء العمل الشاق طول العام ويرتاح طلاب المدارس والمعاهد والجامعات من عناء الدراسة وطلب العلم ، وترتاح فيها الأسرة من عناء الأولاد ، لكنَّ هذه الإجازة عبارة عن وعاء فارغ ، إمّا أن يُملئ بالمفيد النافع ، أو بالسيئ الضّار . * الإجازة بحساب الوقت عبارة عن:[ 129.600 دقيقة تمثل 2160 ساعة لـ 90 يوم هي أيام الإجازة الصيفية ]، إنها ثلاثةُ أشهر معدودة محسوبة عليك بالثواني والدقائق والساعات .. كلها سوف تُسأل عنها يوم القيامة ، " عن عُمُرك فيما أفنيته ؟ وعن شبابك فيما أبليته ؟ أيها الإخوة : " الوقت هو الحياة "، فقد جاء ديننا العظيم ليعرفنا على أهمية الوقت وكيفية استغلاله الاستغلال الأمثل ، أليس هو مادة الحياة ومعنى الوجود ؟ يقول سبحانه وتعالى : ] وَالْعَصْرِ_إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ_ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [سورة العصر . ويذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم موقفين للإنسان يندم فيهما أشد الندم على ضياع الوقت حيث لا ينفع الندم ، الموقف الأول : ساعة الاحتضار وفيه يقول الكافر كما أخبر القرآن الكريم ] حَتَّى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ أرجعوني_لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [ المؤمنون 99-100 ، والموقف الثاني : في الآخرة ، يقول تعالى : ] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ [ يونس: 45 ] كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا [ النازعات : 64 ، ] قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ_ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ_ قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[ المؤمنون :112 – 114 . وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الوقت في حياة الإنسان المسلم ، حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " رواه مسلم ، وحث صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت بقوله : " أغتنم خمساً قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك " ، وبين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أنه : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل " وذكر منها " عن عمره فيما أفناه … " رواه الترمذي * وقد كانت المفاهيم العظيمة السابقة عن الوقت وأهميته ماثلة للعيان دوماً في حياة الناجحين من سلف هذه الأمة ، فقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد عملي ) ، ويقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه ( الجواب الكافي ) : " فالعارف لزم وقته ، فإن أضاعة ضاعت عليه مصالحه كلها ، فجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت ، وان ضيعه لم يستدركه أبدا ، فوقت الإنسان عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم ، وهو يمر أسرع من مر السحاب ، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره ، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته ، وان عاش فيه عاش عيش البهائم . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة ، فموت هذا خير له من حياته " ص 157 . لكنَّ المشكلة – أيها المحامون – أننا لا نحترم الوقت .. ولماذا لا نحترم الوقت ؟! للأسباب التالية : 1- لأن الوقت معنوي غير محسوس. 2- لأننا ربّينا على ذلك . 3- لعدم الاهتمام بالبدايات والنهايات للأعمال . 4- لعدم وضوح الهدف أو انعدامه. 5- الجهل بأهمية الوقت. 6- ضعف الهمة. 7- مصاحبة ذوى الهمم الضعيفة. 8- عدم التخطيط والتنظيم للوقت. 9- عدم الاستشعار بأننا محاسبون على أعمالنا وأوقاتنا . 10- الإحباط الذي يعيشه المسلم في مواجهة التحديات. قارن هذه الأسباب وواقعنا الذي نعيشه ، انظر كيف تتعامل أنت مع وقتك ؟ كيف تقضي الساعات ؟ أفي طاعة أم في معصية ؟!! هل أنت ممن يحيا بالوقت ويتجدد أم أنك ممن يقتل الوقت وبالتالي يقتل حياته ؟ هل تتحكم أنت بالوقت أم أن الوقت يتحكم فيك ؟ هل تملك وقتك وتستثمره ؟ أم أن سُراقَ الوقت قد سرقوه منك ؟! معاشر المحامين ، إنّ أول مَدَارِج الصلاح ـ والأمة تبتغي الإصلاح والانتظام في صفوف الأمم القويّة العاملة الجادّة ـ إنّ أول ذلك القدرة على ضبط أنفسنا وأبنائنا، والتحكّم الدقيق في ساعات عملنا. إن هذه الانتكاسة التي شملت الموظّفَ والمسئولَ والطالبَ والمعلّمَ والرجلَ و المرأةَ تحتاج إلى وقفة صادقة جادّة، وقرارٍ حاسمٍ يعيد الناس إلى الجادَّة، بل يعيدهم ليكونوا أسوياء يعملون كما يعمل الناس في كل بلاد الدنيا. إن من أهمّ آليّات الإصلاح الذي ينادي به المصلحون المُخْلِصُون النظرَ الجادّ في هذه القضية، وإعادةَ ترتيب ساعات العمل، وحملَ الناس على ذلك، وأَطْرَهم عليه أَطْرًا، حتى يتحوّل المجتمع إلى مجتمع مُنْضبِط عامل مُنْتِجٍ يحسن توظيف قدراته ومواهبه ومؤهّلاته وكفاءته في كل طبقاته رجالاً ونساءً وشبابًا وكهولاً . ويكفي ما ضاع من الأوقات ، قال ابن القيم : "إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها" . الوقتُ أنفسُ ما عُنيت بحفظه : وأراه أسهل ما عليك يضيعُ فإلى قتلت الأوقات نرسل هذه الرسائل : 1- السفه في إنفاق الأوقات أشد خطراً من السفه في إنفاق الأموال . 2- المبذرين بأوقاتهم أحق بالحجر من المبذرين لأموالهم . 3- مَنْ قتل وقتَه فقد قتل نفسَه . قال الحسن البصري: " ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادى: يا بن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة.. ". أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ]وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ_ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إنَّ الإنسان لظَلُومٌ كَفَار [ [ 33،34 : إبراهيم ]. * أيها الإخوة المحامون : كيف نستثمر أوقاتنا ؟ و كيف يقضي الأبناء إجازة هذا الصيف ؟ أولاً : يجب استغلال الوقت لتنمية ثلاثة محاور أساسيَّة: 1- محور أداء العبادات والسنن والأذكار والصدقات. 2- محور الأخلاق، وصلة الرحم، والبرِّ، ولطف المعاملة. 3- محور الحرص على البناء الذاتيِّ لتكوين شخصيَّةٍ مسلمةٍ مثقَّفةٍ جادَّةٍ معطاءة. وثانياً: إن مجالات استثمار الوقت كثيرة، وللمسلم أن يختار منها ما هو أنسب له وأصلح، ومن هذه المجالات: 1- حفظ كتاب الله تعالى وتعلُّمه : وهذا خير ما يستغل به المسلم وقته، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم( على تعلم كتاب الله فقال : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" [ رواه البخاري ] . 2- طلب العلم : فقد كان السلف الصالح أكثر حرصاً على استثمار أوقاتهم في طلب العلم وتحصيله؛ وذلك لأنهم أدركوا أنهم في حاجة إليه أكبر من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، واغتنام الوقت في تحصيل العلم وطلبه له صور، منها : تصفّح الانترنت فى الواقع الإخبارية والإسلامية والنافعة ...و حضور الدروس والدورات المهمة، والاستماع إلى الأشرطة النافعة، وقراءة الكتب المفيدة وشراؤها . 3-ذكر الله تعالى : فليس في الأعمال شيء يسع الأوقات كلها مثل الذكر، وهو مجال خصب وسهل لا يكلف المسلم مالاً ولا جهداً، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ( أحد أصحابه فقال له : "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" [ رواه أحمد وصححه الألباني ] . فما أجمل أن يكون قلب المسلم معموراً بذكر مولاه، إن نطق فبذكره، وإن تحرك فبأمره .4- الإكثار من النوافل : وهو مجال مهم لاغتنام أوقات العمر في طاعة الله، وعامل مهم في تربية النفس وتزكيتها، علاوة على أنه فرصة لتعويض النقص الذي يقع عند أداء الفرائض، وأكبر من ذلك كله أنه سبب لحصول محبة الله للعبد " ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه" [ رواه البخاري ] . 5- الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين : كل هذه مجالات خصبة لاستثمار ساعات العمر . 6- زيارة الأقارب وصلة الأرحام : فهي سبب لدخول الجنة وحصول الرحمة وزيادة العمر وبسط الرزق، قال صلى الله عليه وسلم ( : "من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" [ رواه البخاري ] . 7- اغتنام الأوقات اليومية الفاضلة : مثل بعد الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وثلث الليل الأخير، وعند سماع النداء للصلاة، وبعد صلاة الفجر حتى تشرق الشمس . وكل هذه الأوقات مقرونة بعبادات فاضلة ندب الشرع إلى إيقاعها فيها فيحصل العبد على الأجر الكبير والثواب العظيم . 8- تعلُّم الأشياء النافعة : الكمبيوتر واللغات والسباكة والكهرباء والنجارة وغيرها بهدف أن ينفع المسلم نفسه وإخوانه . وبعد أخي المسلم فهذه فرص سانحة ووسائل متوفرة ومجالات متنوعة ذكرناها لك على سبيل المثال - فأوجه الخير لا تنحصر - لتستثمر بها وقتك بجانب الواجبات الأساسية المطلوبة منك فالواجبات أكثر من الأوقات ، فعاون غيرك على الانتفاع بوقته وان كان لك مهمة فأوجز فى قضائها . * وبعد ، فتأمّلوا ، حين يجتمع للمسلم العاملِ الجادِّ البُكُور والبركة، بركة المال، وبركة العمل، وبركة الوقت، فينتفع بماله، ويُفْسَحُ له في وقته، ويُقْبِل على عمله، فينجز في الدقائق والساعات ما لا ينجزه غيره ممن لم يُبارَك له في أيام وليالي، يُبارَك له فيكون الانشراح والإقدام والإقبال والرضا والإنجاز. فاحرص - أخي المسلم- على اغتنام وقتك واستغلاله. أ/حسين فتحي محمد المحامى HESENFATHY70@YAHOO.COM http://nasehameen.blogspot.com

* يعد العصف الذهني من أكثر الأساليب المستخدمة في تحفيز الإبداع و المعالجة الإبداعية للمشكلات في حقول التربية و التجارة و الصناعة و السياسة في العديد من المؤسسات و الدوائر التي تأخذ بما تتوصل إليه البحوث و الدراسات العلمية من تطبيقات ناجحة في معالجة المشكلات التي تواجهها . ويعود الفضل في إرساء قواعد هذا الأسلوب لصاحب شركة إعلانات في نيويورك اسمه أوسبورن في عام 1938 ، وذلك نتيجة لعدم رضاه عما كان يدور في اجتماعات العمل التقليدية .

* ويعني تعبير العصف الذهني استخدام الدماغ أو العقل في التصدي النشط للمشكلة و تهدف جلسة العصف الذهني أساسا إلى توليد قائمة من الأفكار التي يمكن أن تؤدي إلى حل المشكلة مدار البحث . . وحتى يحقق استخدام هذا الأسلوب أهدافه يحسن الالتزام بمبدأين أساسيين و أربع قواعد مهمة ..

مبدأي العصف الذهني :- المبدأ الأول تأجيل إصدار أي حكم على الأفكار المطروحة أثناء المرحلة الأولى من عملية العصف الذهني المبدأ الثاني

الكمية تولد النوعية ، بمعنى أن أفكاراً كثيرة من النوع المعتاد يمكن أن تكون مقدمة للوصول إلى أفكار قيمة أو غير عادية في مرحلة لاحقة من عملية العصف الذهني . القواعد الأربعة للعصف الذهني : القاعدة الأولى :

لا يجوز انتقاد الأفكار التي يشارك بها الأعضاء مهما بدت سخيفة أو تافهة ، وذلك انسجاما مع المبدأ الأول المشار إليه حتى يكسر حاجز الخوف و التردد لدى المشاركين. القاعدة الثانية :

تشجيع المشاركين على إعطاء أكبر عدد ممكن من الأفكار دون إلتفات لنوعيتها ، و الترحيب بالأفكار الغريبة أو المضحكة و غير المنطقية. القاعدة الثالثة :

التركيز على الكم المتولد من الأفكار اعتمادا على المبدأ الثاني ، الذي ينطلق من الافتراض بأنه كلما زادت الأفكار المطروحة كلما زادت الاحتمالية بأن تبرز من بينها فكرة أصيلة. القاعدة الرابعة :

الأفكار المطروحة مَلِك للجميع ، و بإمكان أي من المشاركين الجمع بين فكرتين أو أكثر أو تحسين فكرة أو تعديلها بالحذف و الإضافة .

أ/حسين فتحي محمد المحامى

HESENFATHY70@YAHOO.COM

http://nasehameen.blogspot.com http://naseh-ameen.maktoobblog.com

أسامة نصر: مناصب الإخوان بالاختيار وليس الترشيح نقلاً عن موقع http://www.islamonline.net/arabic/index.shtml إنتخابات مكتب الإرشاد ، التربيطات الإخوانيه فى الإنتخابات الداخليه ، الإخوان وعلاقتهم بالنظام ، البرنامج السياسى للإخوان ، حزب الإخوان ، مدونى الإخوان وارائهم ،الحراك السياسى فى مصر ... كل هذه الأسئله وغيرها طرحها الصحفى "أحمد على" فى حوار لـ"إسلام أون لاين" مع الدكتور"أسامة نصر الدين" عضو مكتب الإرشاد عن جماعة الإخوان المسلمين ، والذي أكد إجراء الانتخابات عن طريق التمرير، وأنه لم يرشح نفسه؛ لأن لائحة الجماعة لا تسمح بالترشيح وإنما مجلس شورى الجماعة هو الذي ينتخب أحد أعضائه. وتحدث نصر 52 سنة، وهو أستاذ للتحاليل الطبية بجامعة الإسكندرية عن انزعاج الحكومة المصرية من إجراء الإخوان انتخابات مكتب الإرشاد، وأضاف أن برنامج حزب الإخوان قائم، ولكنه لا يزال خاضعًا للحوار والنقاش والتعديل، وأن الإخوان لن يتقدموا بهذا الحزب إلى لجنة شئون الأحزاب. إنتخابات مكتب الإرشاد * في الفترة الأخيرة أجريت أول انتخابات في مكتب الإرشاد لأول مرة منذ عام 1994، وهو ما شكك فيه البعض، فهل بالفعل أجريت انتخابات.. وكيف؟. - بالطبع أجريت الانتخابات بشكل مؤسسي عن طريق الاختيار الحر المباشر من أعضاء مجلس شورى الجماعة العام وبطريقة ديمقراطية، بعد أن حالت الظروف الأمنية في استكمال وتحقيق أمنيات الإخوان في ممارسة مهامهم بحرية طبقًا للوائح الجماعة، وقد تم اختيار هؤلاء الأعضاء الخمسة وهم سعد الكتاتني وأسامة نصر، محمد عبد الرحمن، ومحيي حامد وسعد الحسيني، عن طريق التمرير عبر أعضاء مجلس الشورى العام، وكما هو معروف فإن الجماعة منذ بدايتها لا يحركها إرضاء الأفراد، ولكن إرضاء الله سبحانه وتعالى، والعمل وفق اللوائح والضوابط. * كيف تمت الانتخابات بالتمرير؟ هل تمت في مكان معين أم عن طريق الإنترنت؟ ولماذا السرية في إجرائها خاصة مع تأخر إعلان النتائج؟ - أكتفي بكلمة التمرير، فهي كلمة واضحة ومعروفة، واسمح لي ألا أزيد عن هذا الأمر، أما لماذا السرية، فأنا أقول إن الانتخابات لم تجر بسرية، ولكن بشكل يتناسب مع الظروف التي تمر بها الجماعة، ورغبة في عدم حدوث أي استفزاز للجهات الأمنية، أو النظام الذي يرى أن إجراء الانتخابات هو نوع من الاستفزاز، فالظروف التي تعيش فيها الجماعة والتربص الدائم بها هو السبب الرئيسي في تأخير إعلان هذه الانتخابات، وليس إمعاناً في السرية. * هل تقدمت للترشيح من تلقاء نفسك أم ماذا؟. - للإخوان نظام ولوائح، وهي ليست أسرار، وقد تم نشرها من قبل، وبخصوص الترشيح، فالإخوان ليس عندهم ترشيح لمناصب، ولكن هي اختيارات، وننظر إليها على أنها أعباء، وأمانات ثقال، ومن يقع عليه الاختيار يقبل هذا العبء، وهذا تكليف وحسبة إرضاء لله سبحانه وتعالى؛ لأنه اختيار من الله، واختيار من إخوانه والذي لديه أسباب، أو لديه ظروف تحول دون أداء مهامه يعتذر، لذلك ليس لدينا أفراد تتقدم للترشيح وآخرون يقومون بعمل دعاية انتخابية مثلاً. * يرى البعض أنها ليست انتخابات، ولكنها أقرب ما تكون إلى نظام التعيين، فليس هناك مرشحون وتنافس؟ - كيف يكون تعيين في حين جميع الأسماء يتم عرضها على الأعضاء الذين لهم حق الانتخاب لاختيار من يرونه مناسبا، نحن نتنافس في الخير واختياراتنا وترشيحاتنا شهادة، وأقرب ما تكون إلى أداء الأمانة من قبل الناس التي تختار، فعلى هذا الأساس سمها ما تسميها، وكل فرد من هذه المؤسسة يمارس شهادة أمام الله سبحانه وتعالى، ويؤدي أمانة في اختيار من يراه مناسبا لهذه الدعوة، ومن لديه الإمكانات التي تساعد على أداء مهامه. * شهدت الانتخابات استبعاد قيادات معروفة ومشهورة، مثل عصام العريان وآخرين في حين تم تصعيد أشخاص غير معروفين.. فهل نجاح الأعضاء الخمسة يرجع إلى العلاقات الجديدة "التربيطات"، خاصة أن الناخبين لا يعرفون غالبية المرشحين؟. - أرجو أن يكون هذا الكلام مبنيا على حقائق، وليس على مجرد عبارات وخيالات، والمفروض ألا يقول هذا الكلام إلا من شهد هذه الانتخابات، وبرغم ذلك فلا يوجد لدينا مفهوم "التربيطات" في الانتخابات؛ لأنها شهادة وأمانة، والجميع معروف من خلال المعايشة عشرات السنين لبعضهم البعض، وبطرق مختلفة، ويكفي أن النظام سهل هذا التعارف خلال الاعتقالات المتكررة من محافظات شتى. وحقيقة لم يتم استبعاد أحد لكنه أمر طبيعي ألا تكون كل قيادات الجماعة أعضاء بمكتب الإرشاد، والسر يكمن في اختيارات الناخبين، فكل ناخب يستحضر المهام المطلوبة لهذا الموقع، ويستحضر المواصفات التي يجب أن تتوافر في هذا الشخص الذي يرشحه، ويؤدي الأمانة في اختياره لهذا المكان، ثم يسأل الرشد من الله قبل الاختيار، مع الوضع في الاعتبار أن لكل شخص دوره وقدره ومكانته داخل الجماعة. * كيف ترى نجاح الخمسة ممن يمثلون التشدد والتنظيم والمحافظة، أو ما يطلق عليه جناح السمع والطاعة على حساب الإصلاحيين؟. - اعترض على كلمة نجاح أو عدم نجاح، وأرى أنها غير مناسبة، ومن الأفضل أن تكون اختيار أو ابتلاء، والحقيقة أن الانتخابات تمت بشكل حر، وفى النهاية نرضى بالنتيجة، ومن ناحية أخرى ليس عندنا جناح لمتشددين وغير المتشددين، والسمع والطاعة ليس سبة في جبين الجماعة، ولكنه جزء من أركان بيعتنا، إلى جانب الثقة والثبات والفهم، فالسمع والطاعة فضيلة في ظل الفهم الصحيح للإسلام ومرضاة الله وطاعته. الإخوان والعلاقة بالنظام * ماذا عن موقف الإخوان من المحاكمات العسكرية الأخيرة؟ وهل هناك تصور لطرح مبادرة لإنهاء حالة العداء أو الصدام بين النظام والجماعة؟ وكيف ترى المستقبل؟. - بالطبع نحن نستنكر المحاكمات العسكرية للإخوان وغير الإخوان؛ لأنها محاكم استثنائية وليست محاكم طبيعية، وبرغم كل الظلم سنظل بإذن الله ثابتين وعلى دينه قائمين، ولدعوته مضحين، وأما حالة العداء فهي من صنع النظام الذي يناصب الجماعة العداء، وقد أعلنت قيادة الجماعة دعوتها لفتح قناة لحوار حر مع رموز النظام لمصلحة الوطن، ولكن للأسف كل هذه المحاولات فشلت، وتم رفضها من قبل النظام، فهو يرفض الحوار مع الإخوان في حين يتحاور مع الصهاينة. أما عن مستقبل العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم خلال السنوات القادمة، فدعني أقول إن هذا النظام لا يمكن التنبؤ بما يقوم به؛ لأنه ليس لديه خطط وإستراتيجيات، ويدير شئونه يوما بيوم، وبالتالي لا تستطيع أن تتنبأ بعلاقته بنا لعشرة أيام وليس لعشر سنوات، وبرغم ذلك فنحن نعلن استعدادنا للحوار والتعاون من خلال مبادئنا ورسالتنا خاصة، لكن النظام يصر على رفض فكرة الحوار مع الإخوان والتعامل معهم كملف أمني فقط وليس سياسي. * تسبب طرح برنامج لحزب سياسي للجماعة في زيادة الجدل داخل وخارج الجماعة فما هي طريقة التعامل مع كل هذه الاعتراضات؟ - ما تم عرضه كان بمثابة القراءة الأولى لبرنامج الحزب، وتم طرحه على بعض المفكرين والمثقفين، وقد تنوعت ردود الأفعال بين الرد الإيجابي، أو عدم الرد بالسلب أو الإيجاب، أو الهجوم، وحقيقة فإن برنامج الحزب كان تجسيدا لرؤية الإخوان للإصلاح في مختلف مناحي الحياة، ولا يزال البرنامج خاضعا للحوار والنقاش والتعديل، فهناك بعض النقاط التي أثارت الجدل، مثل ولاية المرأة، والولاية لغير المسلم، وموضوع لجنة الحكماء أو علماء الدين، وبعضها حسم في مؤسسات الجماعة وبعضها الآخر يتم بحثه، ولا بد أن يفهم الجميع أن هذه رؤية الإخوان في برنامج حزبهم، وهم لا يفرضون هذه الرؤية على غيرهم، نعم هم يريدون تسويقها بين شرائح المجتمع، ولكنهم لا يرغمون أحد عليها، والاحتكام في النهاية لاختيار الجماهير. *يرى البعض أن برنامج الحزب السياسي للإخوان مناورة سياسية للخروج من المأزق الحالي، ولن يكون هناك حزب من الأساس؟. - هذا كلام غير صحيح، فهناك لجان تعكف على تجميع كافة الملاحظات على البرنامج حتى يخرج بصورة نهائية، وسوف يتم تقديمه إلى لجنة الأحزاب إذا تغيرت الأوضاع الحالية الخانقة، فنحن نعتبر هذا البرنامج من المسارات المهمة لنشر أفكار الجماعة، وتحويلها إلى واقع عملي في ظل منظومة منافسه شريفة لجذب قطاعات الأمة المختلفة لمناصرة الجماعة وتأييدها، وفي نفس الوقت نقبل المنافسة والمشاركة، ونتحاور مع المخالفين للبرنامج، فالإسلام يؤكد أهمية قبول الرأي الآخر واحترامه وتقديره والنظر في نصائح الآخرين. * هل تنوون التقدم به إلى لجنة شئون الأحزاب؟. - في الوقت الحالي صعب؛ لأن الحزب الحاكم والمنافس الوحيد للجماعة في حقل العمل السياسي، هو الذي يملك ختم إنشاء الأحزاب، وهو ما يتنافي مع أبسط مبادئ العدالة، ونطالب لجنة شئون الأحزاب أن تكون محايدة، وألا يكون غالبية أعضائه قيادات بارزة في الحزب الوطني، فللجماعة دعوة علنية، ونتقرب بأعمالنا إلى الله سبحانه وتعالى، ولا نخشى الرقابة، مع العلم أن الرقابة على أعضاء الجماعة مستمرة، وتمتد لتشمل تفاصيل الحياة الشخصية لكل عضو في الجماعة. * برأيك.. لماذا هذا الإصرار من قبل النظام على أن تظل الجماعة خارج حدود الشرعية منذ العام 1954 وحتى الآن؟ - الجماعة واقع موجود محسوس وملموس ومعترف به، ولها نواب في البرلمان يمثلون 20% من أعضاء البرلمان، ولا أعرف ماذا تعني بعدم الشرعية مثل لفظ المحظورة، وهذا الكلام مخالف لأرض الواقع، وهناك موجة رفض وانزعاج من جانب القوى السياسية بسبب ما حققه الإخوان في انتخابات 2005. والجماعة تعلن مراراً وتكراراً "لسنا دعاة استحواذ وندعو الجميع للمشاركة، ونحن خدم لمن يعمل لأجل مصلحة هذا الوطن"، وبرغم هذه التخوفات والرفض من جانب القوى السياسية، والتي ترجع إلى أمور داخلية نجد أحزاب وقوى سياسية تنشأ علاقات وتحالفات مع الجماعة بصورة أو بأخرى. بين الدعوي والسياسي *أمام هذه الضربات المتلاحقة للجماعة يرى البعض أن الجماعة أمام خيارين كلاهما مر.. الأول التصعيد المضاد، والآخر الخروج من اللعبة السياسية؟ في حين يطالب البعض بإنشاء جمعية باسم الإخوان تتكفل بالعمل الدعوي، وضرورة الفصل بين الدعوي والسياسي.. ما رأيك؟. - هناك بديل ثالث وهو مواصلة العمل لتحقيق الرسالة، والاستمرار على المبادئ وتحمل الصبر وعدم الاستفزاز، وعدم الخروج عن الخط السلمي لدعوتنا ورسالتنا ومبادئنا، وتفويت الفرصة على الخصوم محتسبين ذلك عند الله سبحانه وتعالى، والمهم هو من يستطيع أن يتحمل ويصبر على مبادئه، ويفوت الفرصة على خصومة. وليس هناك في فهمنا للإسلام فصل بين الدعوي والسياسي، حيث إننا جماعة من المسلمين ولسنا جماعة المسلمين، ونرى أن يشمل الإسلام كل جوانب الحياة، وحينما نعلن أننا نعمل لإحياء كلمة الله فذلك يعني الدين والسياسة والتربية والحركة المجتمعية، نتمنى أن يشاركنا في هذا العمل للإسلام ولمصلحة الإسلام ولمصلحة الوطن كثير من أبناء هذا الوطن، فنحن لا نحتكر العمل لخدمة الإسلام أو الوطن. * البعض يرى أن الجماعة في البداية كانت تدافع عن المصالح العامة، أما الآن فهي تدافع عن مصالحها الشخصية؟ - هذا قول مجافٍ للحقيقة، والدليل على ذلك استمرار حملات الاعتقالات والتضييق، ولو أن الجماعة تدافع عن مصالحها الشخصية لتغيرت أمور كثيرة وكان الاتجاه مختلفا، لكننا حريصون على أمتنا وهويتنا، ووقف محاولات التغريب التي تجتاح أمتنا الإسلامية، والدفاع عن قضايا الأمة المصيرية، مثل قضية فلسطين وقضية العراق. الإنشقاقات داخل الجماعة * كيف ترى صراع الأجيال داخل الجماعة؟. - صراع الأجيال مصطلح ليس له وجود داخل الجماعة، ولكن هناك تواصل وتراحم وترابط للأجيال، والدليل أن الإخوان لديهم أجيال مختلفة تتعاون مع بعضها، أما الصراع فينشأ داخل حزب أو فصيل يبحث عن مغانم، أما داخل الجماعة فهناك مغارم، وكلما زادت المسئوليات زاد احتمال الضرر الواقع عليك. * من وقت إلى آخر تظهر على السطح خلافات داخل صف الإخوان، مثل اعتراضات شباب المدونين قد يفسرها البعض على أنها اعتراضات مثلا وحركة تمرد وانشقاقات كيف تراها؟. - جماعة الإخوان المسلمين ليست قالبا جامدا، ولا تتبع نماذج متكررة فهي جماعة من الناس أصحاب عقول وإرادات، وأصحاب مشاريع مختلفة، لكنهم اجتمعوا على هذه الدعوة لخدمة الدين، فالتعدد والاختلاف في الآراء ووجهات النظر ظاهرة صحية وليست مرضية، والاختلاف يسير داخل الجماعة بشكل طبيعي، ونحرص عليه فهو يعمل على تطوير العمل وتحسين الأداء، ويكشف العيوب والأخطاء، ويدفع للمزيد من البذل لخدمة الدين والوطن. أما عن ظاهرة المدونين، فأنا بصفة شخصية أشجعها؛ لأنها نافذة للشباب من أجل التعبير عن رأيه في ظل التضييقات الشديدة، وعدم قدرته على مقابلة القيادات أو النقاش معها لعرض احتياجاته، ومهمتنا في الجماعة استيعاب كل الآراء والاستفادة منها طالما غايتها الصالح العام، ولكن العتاب واللوم على من عاش في حضن هذه الدعوة وأفاد واستفاد ولم يرعَ للود حقه، وتخلى عن آداب النصيحة وقدمها في شكل فضيحة، وهو ما يعطي فرصة للمتربصين للكذب وللافتراء والادعاء بالباطل. * ما تفسيرك لطبيعة الحراك السياسي في مصر في الفترة الأخيرة خاصة الإضرابات والاعتصامات في ظل غياب القوى السياسية التقليدية بما فيهم الإخوان؟ - أظن أنها عودة الروح إلى الشارع المصري، وطبعًا لا أحد يستطيع إغفال الضغوط التي يتعرض لها الناس مثل سلب الحريات والتضييق على الناس في الأرزاق والمعايش، الأمر الذي أدى إلى ظهور الأشكال المختلفة من الاحتجاجات والتعبير، أما الإخوان فهم ليسوا دعاة فوضى أو استغلال حاجة الناس ولا ينتهزون الفرص، ولكنهم كأبناء هذا الوطن حريصون على أمنه واستقراره؛ لأن الفوضى ليست من مبادئهم ولا يدعون لها، بل هم يتصدون لها مما يغضب أو يخيب آمال آخرين، وفي نفس الوقت نبحث ونجتهد لتقديم الحلول من خلال قنواتنا الشرعية.
نقلاً عن موقع http://www.ikhwanonline.com/ المقال بعنوان : أطيب الثمار تهاجمها الطيور! بقلم د. علي الحمادي * يلجأ بعض الناس إلى التشكيك في الصالحين المخالفين لهم وتجريحهم بحجة أنهم يمارسون حقَّ الجرح والتعديل ويثير حول الدعاة التهم والشبهات ، وعلم الجَرح والتعديل براء مما يقولون ويفعلون. يقول المستشار سالم البهنساوي: "ولا عجب بعد هذا أن تظهر على الساحة شعارات تعلن أنها تمثِّل الإسلام الخالص وأن غيرها جاهل أو مزعزع العقيدة، ولهذا أباحوا اللعن والسب، بل أوجبوا التشهير بمَن خالفهم بدعوى التحذير من بدعتهم وضلالهم. . إن علم الجرح والتعديل لا يجوز أن يحتميَ به من استباح التشهير بالمسلمين؛ فهذا العلم يوجب ذكر علة التجريح التي تجرح الشخص من الرجال العدول، ولا مجال لذلك في هذه الأمور الخلافية. وعلم الجرح والتعديل يبيِّن شروط الرواية وصفات الشخص المطعون فيه، لينبِّه الناس إلى شره ويحذِّرهم من إتباعه أو من قبول روايته. . وعلم الجَرح والتعديل لا يجوز أن يحتميَ به من أصبح طرفًا في خلافٍ مع الغير؛ فهذا العلم يُشترط في الناقد أن يكون محايدًا، وليس صاحب نِحلة أو مذهب أو رأي خاص. إن جاز لكل فرد اختلف مع غيره في أي حكم من الأحكام الشرعية أن يبحث عن عموم بعض آيات من القرآن ليحتجَّ بها على من خالفهم ممن يتمسَّكون بالقرآن والسنة معًا، أقول إن جاز أن يجعل عموم آيات القرآن ناسخًا للسنة لَمَا كان للسنة موضع ولا حكم شرعي، ولبطل قول الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (الحشر: من الآية 7. لقد فعل ذلك الخوارج، فردُّوا الأحاديث النبوية التي توجب الرجم، وتمسَّكوا بعموم آيات سورة النور التي توجب الجلد؛ وذلك على الرغم من ثبوت هذه الأحاديث النبوية، ومن تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم لها، وعلى الرغم من أنه لا خلاف على أن السنة تخصِّص عموم آيات القرآن. كما ردَّ الخوارج الأحاديث النبوية التي تُثبت إيمان أصحاب الذنوب من المسلمين، وبحثوا عن ظاهر بعض آيات القرآن وظاهر بعض الأحاديث لتأييد بدعتهم هذه، كما فعل القدرية ذلك فردُّوا أحاديث القدر. ومن تزيين الشيطان لبعض الدعاة ترخُّصهم في الغِيبة؛ إما بحجة المناظرة أو ادعاء أن هذا من الجَرح والتعديل الذي أوجبه الفقهاء للدفاع عن شرع الله. إن علينا أن ندرك جميعًا أن هذا من عمل الشيطان، وأن نفيء إلى قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾ ( الإسراء : من الآية 53 يقول كلارك: "أشرف الناس هم مَنْ يتعرَّضون للغِيبة، وأطيب الثمار تهاجمها الطيور"، وقد زعم الناقد أن علم الجَرح والتعديل يوجب تجريح المخطئ، وبهذا يجرح هو وغيره من ظنوا أنهم من المخطئين، وتجاهلوا أن هذا العلم لا يتعلَّق بالاجتهاد في الرأي؛ فذلك لا مجال للجرح فيه. يقول الإمام السيوطي (في التدريب، ص 122): "فإن كان من جَرح مجملاً قد وثَّقه أحدٌ من أئمة هذا الشأن، لم يقبل الجرح فيه من أحد كائنًا من كان إلا مفسِّرًا؛ لأنه قد ثبت له رتبة الثقة، فلا يزحزح عنها إلا بأمر جليّ". وقال الشيخ أحمد شاكر (الباعث الحثيث، ص 95) معلِّقًا على كلام السيوطي: "وهو اختيار أبي بكر ونقله عن الجمهور، واختاره إمام الحرمين، والغزالي، والرازي، والخطيب، وصحَّحه الحافظ أبو الفضل العراقي، والبلقيني في محاسن الإصلاح" (انتهى كلام البهنساوي. وقال الدكتور محمد الطحان: "وأما الجَرح فلا يُقبل إلا مفسَّرًا مبيَّنَ السبب؛ لأنه لا يصعب ذكر سببه، ولأن الناس يختلفون في أسباب الجَرح؛ فقد يجرح أحدهم بما ليس بجارح. قال ابن الصلاح (علوم الحديث، ص 96- 97): "وهذا ظاهر مقرَّر في الفقه وأصوله". وذكر الحافظ (في الكفاية، ص 108) أنه مذهب الأئمة من حفَّاظ الحديث ونقاده، مثل البخاري ومسلم وغيرهما. ولذلك احتجَّ البخاري بجماعة سبق من غيره الجَرح لهم، كعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما، وكإسماعيل بن أبي أويس، وعاصم بن علي، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم. واحتجَّ مسلم بسويد بن سعيد، وجماعة اشتهر الطعن فيهم، وهكذا فعل أبو داود السجستاني، وذلك دالٌّ على أنهم ذهبوا إلى أن الجَرح لا يثبت إلا إذا فُسِّر سببه" (انتهى كلام الطحان. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموضوع هو: هل كل إنسان يستطيع أن يقوم بممارسة الجَرح والتعديل؟ أم أن هذا الفن له رجاله وشروطه؟! إنه لو فُتح الباب على مصراعيه لقام السفيه وجَرح الكريم، ولقام المنافق وطعن المؤمن، ولانبرى الجاهل منتقدًا العلماء والفقهاء. إن هذا العلم لمن أخطر العلوم؛ إذ إن ديننا قد وصل إلينا عن طريق الرجال، ولو تُرك الأمر دون قيود لما بقي من ديننا شيء يُطمئَنُّ إليه، وهذا ما حدث للرافضة؛ حيث جرحوا الصحابة العدول، وعدلوا المبتدعة وأهل الضلال، فوقعوا في خطأ جسيم. * إنه مما لا شكَّ فيه أن لهذا العلم شروطًا يجب أن تتوفَّر في رجاله، ولعل من أبرزها العدالة والضبط؛ إذ ينبغي للذي ينبري لتجريح الرجال وتعديلهم أن يكون صاحبَ إيمانٍ وتقوى، وأن يكون عالمًا وحافظًا. * وأمرٌ آخر تجدر الإشارة إليه، وهو أن القسط مطلوبٌ عند تقويم الرجال؛ فلا يجوز ذكر السيئات فقط، وإنما تُضاف الحسنات إلى السيئات، فتوضع كل واحدة منهما في كفة، فإذا رجحت الحسنات تم التجاوز عن السيئات، وإذا رجحت السيئات قُدح في الرجل وذُم. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (المائدة: الآية 8). يقول الإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: "العدل يضع الأمور في مواضعها، والجَوْر يخرجها من جهتها، والعدل سائس عام، والجَوْر عارض خاص؛ فالعدل أشرفهما وأفضلهما". العدل كالغيث يُحيي الأرض وابلُهُ والظلم في الملك مثلُ النار في القَصَبِ . وهذا المنهج معلوم عند العلماء، لاسيما علماء الجرح والتعديل، ومن أراد المزيد في ذلك فليرجع إلى تراجم الرجال، كسير أعلام النبلاء للإمام الذهبي، وسيجد ذلك جليًّا واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار. خلاصة القول .. إن المسلم ينبغي أن يكون على حذر وهو يجرح المسلمين ويثير حولهم التهم والشبهات، وأن يربأ بنفسه من أن يحتجَّ بما قام به علماؤنا وسلفنا في علم الجَرح والتعديل؛ إذ إن هذا القياس فاسد لا يستقيم ، كما أن لهذا العلم شروطه ورجاله، ولا تنطبق هذه الشروط على كثير من مجرِّحي الثقات من الدعاة؛ فالحذرَ الحذرَ أيها –الدعاة- المسلمون يرحمكم الله.
البرمجة اللغوية العصبية " تعريف و مجالات و دعائم و فوائد " أ/حسين فتحي محمد المحامى . البرمجة اللغوية العصبية هي ترجمة للعبارة الإنجليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP ، التي تطلق على علم جديد ، بـدأ في منتصف السبعينات الميلادية ، على يد العالمين الأمريكيين : الدكتور جون غرندر ( عالم لغـويات ) ، و ريتشارد باندلر ( عالم رياضيات ) . وهو علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية . ويمكن القول إنه علم يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي و طاقاته الكامنة ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه ، كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه ، كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن أن تختبر وتقاس . وقد امتدت تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في العالم إلى كل شأن يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم والصحة النفسية والجسدية والتجارة والأعمال والدعاية والإعلان والتسويق والمهارات والتدريب والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وحتى الرياضة والألعاب والفنون والتمثيل وغيرها . . البرمجة اللغوية العصبية علم يستند على التجربة والاختبار ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة في مجالات وموضوعات لا حصر لها ، يمكن التمثيل لها بما يلي : 1- محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات : المكان الزمان الأشياء الوقائع الغايات الأهداف ، انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين . 2- الحالة الذهنية : كيف نرصدها ونتعرف عليها وكيف يمكن أن نغيرها . ودور الحواس في تشكيل الحالة الذهنية . 3- أنماط التفكير ودورها في عملية التذكر والإبداع ، وعلاقة اللغة بالتفكير ، وكيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، وكيف نتعرف على طريقة تفكير الآخرين ، علاقة الوظائف الجسدية ( الفسيولوجية ) بالتفكير . 4- تحقيق الألفة بين الناس كيف تتم ، ودور الألفة في التأثير في الآخرين . 5- كيف نفهم إيمان الإنسان وقيمه وانتمائه ، وارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تعيق الإنسان وتحد من نشاطه ؟. 6- دور اللغة في تحديد أو تقـييد خبرات الإنسان ، و كيف يمكن تجاوز تلك الحدود ، و كيف يمكن استخدام اللغة للوصول إلى عقل الإنسان وقلبه ، لإحداث التغييرات الإيجابية في المعاني والمفاهيم ؟ 7- علاج الحالات الفردية كالخوف والوهم والصراع النفسي والوسواس القهري والتحكم بالعادات وتغييرها . 8- تنمية المهارات وشحذ الطاقات والقابليات ورفع الأداء الإنساني . دعائم علم البرمجة اللغوية العصبية : تعمل البرمجة اللغوية العصبية على أربعة أركان رئيسية هي : أولاً.الحصيلة أو الهدف ( ماذا نريد ؟ ) ، وهناك آليات كثيرة تساعد الإنسان على معرفة ماذا يريد ، وما هو الأنسب له ، و تزيل بسرعة وسهولة بالغة كل ما يعتري طريق أهدافه من التخوف والتردد والحيرة والصراع النفسي ، وتؤسس عنده حالة شعورية مستقرة تجاه هدفه المأمول ، وتجعله يتصور المستقبل ليستشعر هدفه و يؤمن بإمكانية تحققه ، ويرى بوضوح قراراته وخطواته التي ينبغي أن يتخذها ويرى آثارها و نتائجها المتوقعة . ثانياً.الحواس : و هي منافذ الإدراك وكل ما يدركه الإنسان أو يتعلمه إنما نفذ عن طريق الحواس ، فلذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على تنمية الحواس و شحذ طاقاتها و قدراتها ، لتكون أكثر كفاءة أفضل أداء في دقة الملاحظة و موضوعيتها ، ضمن الحدود البشرية التي فطر الله الناس عليها ، ولا شك أنه كلما ارتقت وسائلنا في الرصد كلما زادت مدركاتنا ووعينا وثقافتنا وتهيأت الفرص بشكل أفضل لتحقيق النجاح ، خاصة إذا علمنا أن كلا منا تغلب عليه إحدى هذه الحواس فيركز عليها أكثر من غيرها . ثالثاً.المرونة : لأن المرونة هي أساس أي تطور أو تغيير أو نجاح ، فما لم نمتلك المرونة في تقبل الأوضاع و البرامج و أنماط الحياة الجديدة فإننا سنبقى حبيسي روتيننا المعتاد ، و الشخص الذي يمتلك مرونة عالية في التفكير و السلوك هو الذي يكون لديه سيطرة و تحكم أكبر في كل الأوضاع رابعاً.المبادرة و العمل : و هي حجر الزاوية الذي لا بد منه ، فما لم تصنع شيئا فإنك لن تحقق شيئا وهذه الأركان الأربعة لا بد منها مجتمعة ، إذ لا يغني بعضها ، ولذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على هذه الجوانب جميعا بطريقة تكاملية متوازية . فوائد البرمجة اللغوية العصبية يمكن تلخيص أهم الفوائد من علم البرمجة اللغوية العصبية فيما يلي : 1- فوائد ذاتية – اكتشاف الذات وتنمية القدرات . 2- صياغة الأهداف و التخطيط السليم لها . 3- بناء العلاقات و تحقيق الألفة مع الآخرين . 4- اكتشاف البرامج الذاتية والعادات الشخصية و تعديلها نحو الأفضل . 5- تحقيق التوازن النفسي خاصة فيما يتعلق بالأدوار المختلفة للإنسان . ماذا نتعلم في البرمجة اللغوية العصبية ؟! يمكن تلخيص أهم ما نتعلمه من هذا العلم فيما يلي : 1- أنماط الناس الغالبة : تصنف البرمجة اللغوية العصبية الناس إلى أصناف باعتبارات مختلفة لكل منهم استراتيجية معينة في التفاعل و الاستجابة للمؤثرات الداخلية و الخارجية و بالتالي يمكن أن نعي منبع تصرفات الناس و نعرف أقرب الطرق لتحقيق الألفة معهم وكسبهم و التأثير الإيجابي فيهم ، و من هذه التصنيفات : أ- تصنيف الناس بحسب جوانب الإنسان الثلاثة إلى ( فكري و سلوكي و شعوري ) ب- تصنيفهم بحسب تغليب الحواس لديهم إلى ( صوري وسمعي و حسي ) ت - تصنيفهم بحسب إدراكهم للزمن وتفاعلهم معه إلى ( في الزمن و خلال الزمن ) . ث- تصنيفهم بحسب أنماط الاهتمامات لديهم إلى سبعة أنماط ( من يهتم بالناس – ومن يهتم بالنشاطات – ومن يهتم بالأماكن – ومن يهتم بالأشياء – ومن يهتم بالمعلومات – ومن يهتم بالوقت – ومن يهتم بالمال ) . ج – تصنيفهم بحسب مواقع الإدراك إلى ( من يعيش في موقع الذات – ومن يعيش في موقع المقابل – ومن يعيش في موقع المراقب ) . ح- تصنيفهم بحسب الأنماط السلوكية إلى ( اللوام – المسترضي – الواقعي – العقلاني – المشتت ) . خ- تصنيف الناس بحسب البرامج العقلية إلى ( من يميل إلى الاقتراب ومن يميل إلى الابتعاد – وصاحب المرجعية الداخلية وصاحب المرجعية الخارجية – ومن يبحث عن العائد الداخلي و من يبحث عن العائد الخارجي – ومن يميل إلى الإجمال و من يميل إلى التفصيل – وصاحب دافع الإمكان و صاحب دافع الضرورة – ومن يفضل الخيارات المفتوحة ومن يفضل الطرق المحددة – و من يعيش في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ) . ولكل نمط من هذه الأنماط مؤشرات مختلفة تدلنا عليه ، من أبرزها : السمات الجسدية والسلوكية ، و اللغة الكلامية ، و هما أقوى مؤشرين للتعرف على هذه الأنماط ، و سبحان القائل : ( ولتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول ) . 2- مؤشرات الحالات الذهنية و الشعورية للمقابل : حيث تعلمنا البرمجة اللغوية أن نستدل على حالة المقابل الذهنية الفكرية والمزاجية الشعورية ، من خلال نظرات عينيه و ملامح صورته و حتى نبرة صوته ، ونستطيع بحمد الله أن نفرق بين الصورة التي تدور في ذهنك الآن هل هي مستحضرة من الذاكرة أو جديدة منشأة دون معرفة ماهيتها ، أي نستطيع أن نعرف هل الشخص المقابل يتذكر أو يتخيل من خلال نظرة عينيه ، و نعرف النظام الغالب عليه وهو ما يسمى بنظام التخزين . نستطيع أن نعرف مفتاح تحفز المقابل لما يعرض عليه وذلك أيضا من خلال نظرة عينيه ، و نوظف ذلك في التفاوض معه في أي شيء وهذا ما يسمى بالنظام القائد . كما نستطيع أن نتعرف على ما يعتبر مفتاح الاستجابة و الموافقة لديه ، و هو ما يعرف بالنظام المقارن . نستطيع أن نوظف الحالة السلوكية الفسيولوجية لخدمة الحالة الذهنية والشعورية و العكس ، لأنها نظام متفاعل ، و هذا يفيدنا في علاج الإكتئاب و الحزن العميق . 3- استحضار الحالات الإيجابية و إرساؤها : نستطيع بإذن الله تعالى في البرمجة اللغوية العصبية أن نعلم المتدرب مهارة التحكم في ما يستحضر من ذكريات و نوظف ذلك إيجابيا من خلال ما يسمى بالإرساء ، بحيث يستطيع استحضار حالات التحفز و النجاح و الإيجابية و التفوق والسعادة حينما يشاء ، فيؤثر ذلك إيجابيا على وضعه الحالي ، و يمكن محو الذكريات السلبية و التجارب البائسة من ذاكرته و إضعافها ليزول أو يضعف تأثيرها السلبي عليه ، كما يمكن بواسطة هذا علاج كثير من الحالات النفسية الناتجة عن مواقف أو أحداث من تاريخ الماضي . 4– علاج الحالات والمشكلات: الصراع النفسي – الوسواس القهري - الشعور بالضعف – الخوف الوهمي - الرهبة الاجتماعية – تهيب الأمور – ضعف الحماس – العادات السلوكية السلبية – الذكريات السلبية الحادة – ضعف التحصيل الدراسي – مشكلات العلاقات الأسرية والاجتماعية – المعتقدات المعوقة ... وغيرها كثير . ه - التخطيط العميق للنجاح : مع التركيز على الأبعاد النفسية لصاحب الهدف التي قد تمكنه من الوصول للهدف أو تعوقه عنه ، و كذلك الأبعاد النفسية للمستفيدين والمتضررين من المحيطين بحيث لا يضمن عدم مقاومتهم فحسب ، بل يضمن دعمهم له وتعاونهم معه . 6- النمذجة :و هي من أهم مهارات البرمجة اللغوية العصبية ، حيث نقوم بدراسة نماذج متميزة في مهارة معينة بهدف الوصول إلى المعطيات المشتركة التي ساعدتهم على التميز والنجاح وكونت لديهم هذه الملكة ، وبالتالي نستطيع نقل هذه الخبرة عن طريق التدريب للآخرين ، و هذه المهارة مفيدة جدا وتستخدم في مجالات متعددة . مهارات البرمجة اللغوية العصبية في الدعوة إلى الله لا شك أن أحوج الناس إلى تعلم هذا العلم الجديد وأكثرهم إفادة منه هم الدعاة إلى الله ، ذلك أنهم بهذا العلم سيعرفون أقرب الطرق الموصلة إلى التأثير في قلوب الناس وعقولهم ، وسيعرفون الدوافع والمحركات التي تحفز استجاباتهم بهدف إيصال الخير إليهم ، كما أن الدعاة بهذا العلم سيتقنون مهارات التلوين في أساليبهم لتناسب الناس جميعا على اختلاف مشاربهم وطرائقهم ، و الداعية بمعرفة ذلك كله سيكون نجاحه أكبر وتأثيره أشمل وحكمته أقوى . مهارات البرمجة اللغوية العصبية في التربية والتعليم شريحة المربين و المعلمين هم الفئة الثانية المحتاجة لهذا العلم ؛ لأن البرمجة اللغوية العصبية مفيدة جدا في كشف كل ما نحتاجه لنجاح العملية التربوية على اختلاف أنماط و أعمار المستهدفين بها ، ولا شك في أن أساليبنا التي نمارسها تعلم أكثر مما تربي ، وتركز على المعلومة أكثر من المهارة ، وهذا خلل تتجاوزه البرمجة اللغوية العصبية ، فيستطيع دارس البرمجة اللغوية العصبية أن يكون أكثر فاعلية وقدرة على اختيار الأسلوب الأنسب لكل حالة ، نظرا لفهمه للتقلبات والأحوال النفسية المختلفة ، وإتقانه لمهارات واستراتيجيات التعامل مع كل حالة . مهارات البرمجة اللغوية العصبية في بناء العلاقات من أجل ما نستفيده من البرمجة اللغوية العصبية فهم الناس وتحقيق الألفة والانسجام معهم ، وبناء العلاقات الجيدة والروابط المتينة التي نراعي فيها خصوصية كل واحد منهم ، ولا شك أن من أهم العلاقات التي يمكن للبرمجة العصبية أن تنميها و تقويها العلاقات الزوجية ، فنحن نرى في واقعنا كثيرا من الأسر التي تنهدم أو توشك لأسباب نراها مستعصية جدا ، و هي في حقيقتها أسباب يسيرة تكمن في اختلاف الأنماط الشخصية التي تؤدي إلى لون من عدم الألفة وانعدام التفاهم ، ولو عرف كل طرف حقيقة الطرف الآخر و أدرك محركات سلوكية وتفسيرات مواقفه لعذره كثيرا أو سعى لمساعدته بهدف الوصول لحالة جيدة من التعايش والتعامل . وتجدر الإشارة إلى أن ثمة معاهد ومراكز كثيرة تدرب على البرمجة اللغوية العصبية وهي متفاوتة في المعايير التدريبية والأخلاقية ، وهذا العلم ككثير من العلوم الأخرى سلاح ذو حدين ، يمكن أن يستخدم لأغراض الخير إلى أقصى حد ويمكن أن يستخدم لأغراض الشر كذلك ، و كلا الأمرين حاصل في عالم الغرب اليوم ، وليس من الحكمة أن نرفض هذا العلم ونغلق دونه أعيننا و قلوبنا لمجرد أن آخرين يستخدمون بعض مهاراته استخداما سيئا ، ما دام بإمكاننا نحن أن نفيد منه فائدة عظيمة في ميادين الخير ، والمؤمن كيّس فطن والحكمة ضالته أنى وجدها فهو أولى بها . أ/حسين فتحي محمد المحامى HESENFATHY70@YAHOO.COM http://nasehameen.blogspot.com http://naseh-ameen.maktoobblog.com

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1