مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

أسامة نصر: مناصب الإخوان بالاختيار وليس الترشيح نقلاً عن موقع http://www.islamonline.net/arabic/index.shtml إنتخابات مكتب الإرشاد ، التربيطات الإخوانيه فى الإنتخابات الداخليه ، الإخوان وعلاقتهم بالنظام ، البرنامج السياسى للإخوان ، حزب الإخوان ، مدونى الإخوان وارائهم ،الحراك السياسى فى مصر ... كل هذه الأسئله وغيرها طرحها الصحفى "أحمد على" فى حوار لـ"إسلام أون لاين" مع الدكتور"أسامة نصر الدين" عضو مكتب الإرشاد عن جماعة الإخوان المسلمين ، والذي أكد إجراء الانتخابات عن طريق التمرير، وأنه لم يرشح نفسه؛ لأن لائحة الجماعة لا تسمح بالترشيح وإنما مجلس شورى الجماعة هو الذي ينتخب أحد أعضائه. وتحدث نصر 52 سنة، وهو أستاذ للتحاليل الطبية بجامعة الإسكندرية عن انزعاج الحكومة المصرية من إجراء الإخوان انتخابات مكتب الإرشاد، وأضاف أن برنامج حزب الإخوان قائم، ولكنه لا يزال خاضعًا للحوار والنقاش والتعديل، وأن الإخوان لن يتقدموا بهذا الحزب إلى لجنة شئون الأحزاب. إنتخابات مكتب الإرشاد * في الفترة الأخيرة أجريت أول انتخابات في مكتب الإرشاد لأول مرة منذ عام 1994، وهو ما شكك فيه البعض، فهل بالفعل أجريت انتخابات.. وكيف؟. - بالطبع أجريت الانتخابات بشكل مؤسسي عن طريق الاختيار الحر المباشر من أعضاء مجلس شورى الجماعة العام وبطريقة ديمقراطية، بعد أن حالت الظروف الأمنية في استكمال وتحقيق أمنيات الإخوان في ممارسة مهامهم بحرية طبقًا للوائح الجماعة، وقد تم اختيار هؤلاء الأعضاء الخمسة وهم سعد الكتاتني وأسامة نصر، محمد عبد الرحمن، ومحيي حامد وسعد الحسيني، عن طريق التمرير عبر أعضاء مجلس الشورى العام، وكما هو معروف فإن الجماعة منذ بدايتها لا يحركها إرضاء الأفراد، ولكن إرضاء الله سبحانه وتعالى، والعمل وفق اللوائح والضوابط. * كيف تمت الانتخابات بالتمرير؟ هل تمت في مكان معين أم عن طريق الإنترنت؟ ولماذا السرية في إجرائها خاصة مع تأخر إعلان النتائج؟ - أكتفي بكلمة التمرير، فهي كلمة واضحة ومعروفة، واسمح لي ألا أزيد عن هذا الأمر، أما لماذا السرية، فأنا أقول إن الانتخابات لم تجر بسرية، ولكن بشكل يتناسب مع الظروف التي تمر بها الجماعة، ورغبة في عدم حدوث أي استفزاز للجهات الأمنية، أو النظام الذي يرى أن إجراء الانتخابات هو نوع من الاستفزاز، فالظروف التي تعيش فيها الجماعة والتربص الدائم بها هو السبب الرئيسي في تأخير إعلان هذه الانتخابات، وليس إمعاناً في السرية. * هل تقدمت للترشيح من تلقاء نفسك أم ماذا؟. - للإخوان نظام ولوائح، وهي ليست أسرار، وقد تم نشرها من قبل، وبخصوص الترشيح، فالإخوان ليس عندهم ترشيح لمناصب، ولكن هي اختيارات، وننظر إليها على أنها أعباء، وأمانات ثقال، ومن يقع عليه الاختيار يقبل هذا العبء، وهذا تكليف وحسبة إرضاء لله سبحانه وتعالى؛ لأنه اختيار من الله، واختيار من إخوانه والذي لديه أسباب، أو لديه ظروف تحول دون أداء مهامه يعتذر، لذلك ليس لدينا أفراد تتقدم للترشيح وآخرون يقومون بعمل دعاية انتخابية مثلاً. * يرى البعض أنها ليست انتخابات، ولكنها أقرب ما تكون إلى نظام التعيين، فليس هناك مرشحون وتنافس؟ - كيف يكون تعيين في حين جميع الأسماء يتم عرضها على الأعضاء الذين لهم حق الانتخاب لاختيار من يرونه مناسبا، نحن نتنافس في الخير واختياراتنا وترشيحاتنا شهادة، وأقرب ما تكون إلى أداء الأمانة من قبل الناس التي تختار، فعلى هذا الأساس سمها ما تسميها، وكل فرد من هذه المؤسسة يمارس شهادة أمام الله سبحانه وتعالى، ويؤدي أمانة في اختيار من يراه مناسبا لهذه الدعوة، ومن لديه الإمكانات التي تساعد على أداء مهامه. * شهدت الانتخابات استبعاد قيادات معروفة ومشهورة، مثل عصام العريان وآخرين في حين تم تصعيد أشخاص غير معروفين.. فهل نجاح الأعضاء الخمسة يرجع إلى العلاقات الجديدة "التربيطات"، خاصة أن الناخبين لا يعرفون غالبية المرشحين؟. - أرجو أن يكون هذا الكلام مبنيا على حقائق، وليس على مجرد عبارات وخيالات، والمفروض ألا يقول هذا الكلام إلا من شهد هذه الانتخابات، وبرغم ذلك فلا يوجد لدينا مفهوم "التربيطات" في الانتخابات؛ لأنها شهادة وأمانة، والجميع معروف من خلال المعايشة عشرات السنين لبعضهم البعض، وبطرق مختلفة، ويكفي أن النظام سهل هذا التعارف خلال الاعتقالات المتكررة من محافظات شتى. وحقيقة لم يتم استبعاد أحد لكنه أمر طبيعي ألا تكون كل قيادات الجماعة أعضاء بمكتب الإرشاد، والسر يكمن في اختيارات الناخبين، فكل ناخب يستحضر المهام المطلوبة لهذا الموقع، ويستحضر المواصفات التي يجب أن تتوافر في هذا الشخص الذي يرشحه، ويؤدي الأمانة في اختياره لهذا المكان، ثم يسأل الرشد من الله قبل الاختيار، مع الوضع في الاعتبار أن لكل شخص دوره وقدره ومكانته داخل الجماعة. * كيف ترى نجاح الخمسة ممن يمثلون التشدد والتنظيم والمحافظة، أو ما يطلق عليه جناح السمع والطاعة على حساب الإصلاحيين؟. - اعترض على كلمة نجاح أو عدم نجاح، وأرى أنها غير مناسبة، ومن الأفضل أن تكون اختيار أو ابتلاء، والحقيقة أن الانتخابات تمت بشكل حر، وفى النهاية نرضى بالنتيجة، ومن ناحية أخرى ليس عندنا جناح لمتشددين وغير المتشددين، والسمع والطاعة ليس سبة في جبين الجماعة، ولكنه جزء من أركان بيعتنا، إلى جانب الثقة والثبات والفهم، فالسمع والطاعة فضيلة في ظل الفهم الصحيح للإسلام ومرضاة الله وطاعته. الإخوان والعلاقة بالنظام * ماذا عن موقف الإخوان من المحاكمات العسكرية الأخيرة؟ وهل هناك تصور لطرح مبادرة لإنهاء حالة العداء أو الصدام بين النظام والجماعة؟ وكيف ترى المستقبل؟. - بالطبع نحن نستنكر المحاكمات العسكرية للإخوان وغير الإخوان؛ لأنها محاكم استثنائية وليست محاكم طبيعية، وبرغم كل الظلم سنظل بإذن الله ثابتين وعلى دينه قائمين، ولدعوته مضحين، وأما حالة العداء فهي من صنع النظام الذي يناصب الجماعة العداء، وقد أعلنت قيادة الجماعة دعوتها لفتح قناة لحوار حر مع رموز النظام لمصلحة الوطن، ولكن للأسف كل هذه المحاولات فشلت، وتم رفضها من قبل النظام، فهو يرفض الحوار مع الإخوان في حين يتحاور مع الصهاينة. أما عن مستقبل العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم خلال السنوات القادمة، فدعني أقول إن هذا النظام لا يمكن التنبؤ بما يقوم به؛ لأنه ليس لديه خطط وإستراتيجيات، ويدير شئونه يوما بيوم، وبالتالي لا تستطيع أن تتنبأ بعلاقته بنا لعشرة أيام وليس لعشر سنوات، وبرغم ذلك فنحن نعلن استعدادنا للحوار والتعاون من خلال مبادئنا ورسالتنا خاصة، لكن النظام يصر على رفض فكرة الحوار مع الإخوان والتعامل معهم كملف أمني فقط وليس سياسي. * تسبب طرح برنامج لحزب سياسي للجماعة في زيادة الجدل داخل وخارج الجماعة فما هي طريقة التعامل مع كل هذه الاعتراضات؟ - ما تم عرضه كان بمثابة القراءة الأولى لبرنامج الحزب، وتم طرحه على بعض المفكرين والمثقفين، وقد تنوعت ردود الأفعال بين الرد الإيجابي، أو عدم الرد بالسلب أو الإيجاب، أو الهجوم، وحقيقة فإن برنامج الحزب كان تجسيدا لرؤية الإخوان للإصلاح في مختلف مناحي الحياة، ولا يزال البرنامج خاضعا للحوار والنقاش والتعديل، فهناك بعض النقاط التي أثارت الجدل، مثل ولاية المرأة، والولاية لغير المسلم، وموضوع لجنة الحكماء أو علماء الدين، وبعضها حسم في مؤسسات الجماعة وبعضها الآخر يتم بحثه، ولا بد أن يفهم الجميع أن هذه رؤية الإخوان في برنامج حزبهم، وهم لا يفرضون هذه الرؤية على غيرهم، نعم هم يريدون تسويقها بين شرائح المجتمع، ولكنهم لا يرغمون أحد عليها، والاحتكام في النهاية لاختيار الجماهير. *يرى البعض أن برنامج الحزب السياسي للإخوان مناورة سياسية للخروج من المأزق الحالي، ولن يكون هناك حزب من الأساس؟. - هذا كلام غير صحيح، فهناك لجان تعكف على تجميع كافة الملاحظات على البرنامج حتى يخرج بصورة نهائية، وسوف يتم تقديمه إلى لجنة الأحزاب إذا تغيرت الأوضاع الحالية الخانقة، فنحن نعتبر هذا البرنامج من المسارات المهمة لنشر أفكار الجماعة، وتحويلها إلى واقع عملي في ظل منظومة منافسه شريفة لجذب قطاعات الأمة المختلفة لمناصرة الجماعة وتأييدها، وفي نفس الوقت نقبل المنافسة والمشاركة، ونتحاور مع المخالفين للبرنامج، فالإسلام يؤكد أهمية قبول الرأي الآخر واحترامه وتقديره والنظر في نصائح الآخرين. * هل تنوون التقدم به إلى لجنة شئون الأحزاب؟. - في الوقت الحالي صعب؛ لأن الحزب الحاكم والمنافس الوحيد للجماعة في حقل العمل السياسي، هو الذي يملك ختم إنشاء الأحزاب، وهو ما يتنافي مع أبسط مبادئ العدالة، ونطالب لجنة شئون الأحزاب أن تكون محايدة، وألا يكون غالبية أعضائه قيادات بارزة في الحزب الوطني، فللجماعة دعوة علنية، ونتقرب بأعمالنا إلى الله سبحانه وتعالى، ولا نخشى الرقابة، مع العلم أن الرقابة على أعضاء الجماعة مستمرة، وتمتد لتشمل تفاصيل الحياة الشخصية لكل عضو في الجماعة. * برأيك.. لماذا هذا الإصرار من قبل النظام على أن تظل الجماعة خارج حدود الشرعية منذ العام 1954 وحتى الآن؟ - الجماعة واقع موجود محسوس وملموس ومعترف به، ولها نواب في البرلمان يمثلون 20% من أعضاء البرلمان، ولا أعرف ماذا تعني بعدم الشرعية مثل لفظ المحظورة، وهذا الكلام مخالف لأرض الواقع، وهناك موجة رفض وانزعاج من جانب القوى السياسية بسبب ما حققه الإخوان في انتخابات 2005. والجماعة تعلن مراراً وتكراراً "لسنا دعاة استحواذ وندعو الجميع للمشاركة، ونحن خدم لمن يعمل لأجل مصلحة هذا الوطن"، وبرغم هذه التخوفات والرفض من جانب القوى السياسية، والتي ترجع إلى أمور داخلية نجد أحزاب وقوى سياسية تنشأ علاقات وتحالفات مع الجماعة بصورة أو بأخرى. بين الدعوي والسياسي *أمام هذه الضربات المتلاحقة للجماعة يرى البعض أن الجماعة أمام خيارين كلاهما مر.. الأول التصعيد المضاد، والآخر الخروج من اللعبة السياسية؟ في حين يطالب البعض بإنشاء جمعية باسم الإخوان تتكفل بالعمل الدعوي، وضرورة الفصل بين الدعوي والسياسي.. ما رأيك؟. - هناك بديل ثالث وهو مواصلة العمل لتحقيق الرسالة، والاستمرار على المبادئ وتحمل الصبر وعدم الاستفزاز، وعدم الخروج عن الخط السلمي لدعوتنا ورسالتنا ومبادئنا، وتفويت الفرصة على الخصوم محتسبين ذلك عند الله سبحانه وتعالى، والمهم هو من يستطيع أن يتحمل ويصبر على مبادئه، ويفوت الفرصة على خصومة. وليس هناك في فهمنا للإسلام فصل بين الدعوي والسياسي، حيث إننا جماعة من المسلمين ولسنا جماعة المسلمين، ونرى أن يشمل الإسلام كل جوانب الحياة، وحينما نعلن أننا نعمل لإحياء كلمة الله فذلك يعني الدين والسياسة والتربية والحركة المجتمعية، نتمنى أن يشاركنا في هذا العمل للإسلام ولمصلحة الإسلام ولمصلحة الوطن كثير من أبناء هذا الوطن، فنحن لا نحتكر العمل لخدمة الإسلام أو الوطن. * البعض يرى أن الجماعة في البداية كانت تدافع عن المصالح العامة، أما الآن فهي تدافع عن مصالحها الشخصية؟ - هذا قول مجافٍ للحقيقة، والدليل على ذلك استمرار حملات الاعتقالات والتضييق، ولو أن الجماعة تدافع عن مصالحها الشخصية لتغيرت أمور كثيرة وكان الاتجاه مختلفا، لكننا حريصون على أمتنا وهويتنا، ووقف محاولات التغريب التي تجتاح أمتنا الإسلامية، والدفاع عن قضايا الأمة المصيرية، مثل قضية فلسطين وقضية العراق. الإنشقاقات داخل الجماعة * كيف ترى صراع الأجيال داخل الجماعة؟. - صراع الأجيال مصطلح ليس له وجود داخل الجماعة، ولكن هناك تواصل وتراحم وترابط للأجيال، والدليل أن الإخوان لديهم أجيال مختلفة تتعاون مع بعضها، أما الصراع فينشأ داخل حزب أو فصيل يبحث عن مغانم، أما داخل الجماعة فهناك مغارم، وكلما زادت المسئوليات زاد احتمال الضرر الواقع عليك. * من وقت إلى آخر تظهر على السطح خلافات داخل صف الإخوان، مثل اعتراضات شباب المدونين قد يفسرها البعض على أنها اعتراضات مثلا وحركة تمرد وانشقاقات كيف تراها؟. - جماعة الإخوان المسلمين ليست قالبا جامدا، ولا تتبع نماذج متكررة فهي جماعة من الناس أصحاب عقول وإرادات، وأصحاب مشاريع مختلفة، لكنهم اجتمعوا على هذه الدعوة لخدمة الدين، فالتعدد والاختلاف في الآراء ووجهات النظر ظاهرة صحية وليست مرضية، والاختلاف يسير داخل الجماعة بشكل طبيعي، ونحرص عليه فهو يعمل على تطوير العمل وتحسين الأداء، ويكشف العيوب والأخطاء، ويدفع للمزيد من البذل لخدمة الدين والوطن. أما عن ظاهرة المدونين، فأنا بصفة شخصية أشجعها؛ لأنها نافذة للشباب من أجل التعبير عن رأيه في ظل التضييقات الشديدة، وعدم قدرته على مقابلة القيادات أو النقاش معها لعرض احتياجاته، ومهمتنا في الجماعة استيعاب كل الآراء والاستفادة منها طالما غايتها الصالح العام، ولكن العتاب واللوم على من عاش في حضن هذه الدعوة وأفاد واستفاد ولم يرعَ للود حقه، وتخلى عن آداب النصيحة وقدمها في شكل فضيحة، وهو ما يعطي فرصة للمتربصين للكذب وللافتراء والادعاء بالباطل. * ما تفسيرك لطبيعة الحراك السياسي في مصر في الفترة الأخيرة خاصة الإضرابات والاعتصامات في ظل غياب القوى السياسية التقليدية بما فيهم الإخوان؟ - أظن أنها عودة الروح إلى الشارع المصري، وطبعًا لا أحد يستطيع إغفال الضغوط التي يتعرض لها الناس مثل سلب الحريات والتضييق على الناس في الأرزاق والمعايش، الأمر الذي أدى إلى ظهور الأشكال المختلفة من الاحتجاجات والتعبير، أما الإخوان فهم ليسوا دعاة فوضى أو استغلال حاجة الناس ولا ينتهزون الفرص، ولكنهم كأبناء هذا الوطن حريصون على أمنه واستقراره؛ لأن الفوضى ليست من مبادئهم ولا يدعون لها، بل هم يتصدون لها مما يغضب أو يخيب آمال آخرين، وفي نفس الوقت نبحث ونجتهد لتقديم الحلول من خلال قنواتنا الشرعية.
0 تعليقات

إرسال تعليق

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1