مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

نقلاً عن : مصر - عصام علي جريدة الوسط الالكترونية وصايا عشر للحوار من الملاحظ أن كثير من حواراتنا تذهب أدراج الرياح ولا تؤتي أي من ثمارها فحدثنا تقريبا مثل "حديث الطرشان" يبدأ وينتهي دون الوصول إلي نقاط تماس أو إلي أرضية مشتركة لأسباب كثيرة منها سعي كل طرف للفوز في النهاية أو هكذا يريد أن يبدو بغض النظر عن الحق والحقيقة حيث يظن كل طرف أنه إذا أقتنع برأي مخالف فهو مهزوم قليل الحيلة رغم أن الحكمة ضالة المؤمن كما قال المصطفي عليه الصلاة والسلام ولكي يكون الحوار مجديا وتكون النتيجة والثمرة المرجوة صالحة ولكي نؤثر في الآخرين علينا أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية: أولا: (البناء علي الأرضية المشتركة) لابد لكل حوار ناجح أن يبدأ من أرضية مشتركة بحيث نبدأ بالثوابت التي لا نختلف عليها ومنها القيم الإنسانية الشاملة التي لا يمكن أن تتعارض مع الفطرة السليمة ومع ثوابت كل الأديان ولا مع ما استقر عليه البشر في تعاملاتهم وقيمهم. والملاحظ أن هناك قدر كبير من المساحة المشتركة بين كل البشر. فحق الإنسان في الحياة والحرية والعدل والديمقراطية هي أمور عالمية يمكن البدء بها في أي حوار للوصول إلي بغيتك من الحوار. ثانيا: (عدم الدخول في الأمور الخلافية بين الأديان) فالحوار العادي وغير المتخصص يجب إلا نركز فيه علي نقاط الاختلاف بين الأديان وليس معني هذا طرح المعتقدات جانبا ولكن تحييد الطعن في العقائد. ولكن عندما يتطلب الأمر الدخول في أمر عقائدي فلابد من طرح وجهة نظرك من الناحية الشرعية بأسلوب راق وغير عدواني ولكن بدون التفريط في ثوابتك الدينية. إن مسألة التكفير والاتهامات بالهرطقة والبعد عن الدين – رغم أنها قد تكون صحيحة – ربما تخرج بالحوار عن هدفه ويكون الهدف هو مجرد إحراز انتصار كلامي ولكنه يخلف الكثير من الأحقاد والخلافات. ثالثا: (إضفاء أكبر قدر من الموضوعية علي الحوار) لابد من تجنب الصراعات الشخصية (شخصنة الحوار) والهجوم علي الأشخاص بعيدا عن تناول وجهات نظرهم وأرائهم كما يجب تجنب تجريح الآخرين لأن ذلك يخرج بالحوار من الجانب الموضوعي إلي السياق الشخصي الذي لا يفضي لأي شيء في النهاية. كما يجب دائما تجنب تخوين الأشخاص والطعن بمرجعيتهم التي لابد وأن تختلف معنا طالما نحن في حوار يشمل نقاط اختلاف بالضرورة. رابعا: (الإيمان بأن للآخر الحق في الرأي المخالف) لابد دائما أن نعي أن للآخر الحق في إبداء وجهة نظره وتبنيها بل والسعي من أجل نشرها ولابد من أن نوقن بأن لابد من وجود أراء صحيحة أو علي الأقل نقاط سليمة ومنطقية ربما تغيب عنا ولابد في الحوار بالإقرار بصحة بعض هذه الآراء بل تبني وجهة النظر السليمة وتعديل الآراء بناء علي هذه الأفكار الجديدة. ومن هنا ينشأ نوع أخر من الفهم والتقبل من الطرف الآخر فيحاول هو الآخر الوصول والتفهم لوجهة نظرك. خامسا: (مراعاة اللياقة في الحوار) لابد خلال الحوار من مراعاة احترام مشاعر وأراء الآخرين وعدم التقليل من شأنهم أو تسفيه أرائهم مهما اختلفنا معها بل لابد من إظهار أكبر قدر ممكن من التقدير لصاحب الرأي المخالف لكي لا يبدو الحوار مجرد صراع عضلات أو "خناقة". كما يجب تجنب الصوت العالي في النقاش فالصوت الهادي الرزين هو الذي يمكن أن يتخطى الأسوار ويصل بك في النهاية إلي احترام الآخرين لرأيك حتى ولو لم يقتنعوا به. سادسا: (الصبر والتدرج) من الأمور التي لها غاية الأهمية مسألة الصبر والتدرج فليس من المعقول تحويل وجهة نظر جميع الناس من خلال مقال واحد أو حوار واحد بل لابد من معرفة أن الطريق طويل وشاق ويحتاج إلي مزيد من الوقت والجهد. سابعا (سعة الصدر) لابد من التحلي بسعة الصدر والتغاضي عن بعض الأخطاء التي ترد في الحوار بل واستثمار ذلك لصالحك في الحوار. ثامنا: )التركيز وعدم الخوض في معارك جانبية) لابد من التركيز في موضوع الحوار وعدم الانجرار إلي نقاط ثانوية هامشية بعيدة عن لب الموضوع وعدم التركيز علي الأمثلة التي يضربه الآخرين بل الإشارة إلي خطأها بإيجاز وقصيرة كما يراعي عمق المعاني ودقة الألفاظ. تاسعا : (اعتماد الأسلوب العلمي) محاولة البعد عن الخطاب الإنشائي العاطفي – رغم ضرورته أحيانا – ولكن لابد أن يكون الحوار موثقا بالإحصائيات الرسمية والمعلومات القيمة التي لا يمكن دحضها أو القفز عليها. عاشرا : (محاولة فهم طرف الحوار) التأثير في الطرف أو الأطراف التي تحاورها مسألة هامة للغاية فيجب النظر إلي النواحي النفسية والمكونات الثقافية والمرجعية التي ينتمي إليها الطرف الآخر ومحاولة تمرير وجهات نظرك من خلال فهمك لهذه الشخصية فالحوار مع السلفي مثلا لابد أن يعتمد الكتاب والسنة أساسا للحوار بينما الحوار مع الليبرالي يجب التركيز فيه علي الحريات وحقوق الناس دون لي للحقائق وتغيير للمرجعية.
0 تعليقات

إرسال تعليق

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1