مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

جون برادلي مؤلف الكتاب الممنوع في مصر: النظام المصري فقد قدرته علي التواصل مع التعددية.. وحظر كتابي تصرف سلبي وغير عقلاني. نقلاً عن صحيفة المصري اليوم المصرية قال الصحفي والمؤرخ البريطاني جون برادلي إنه لم يتوقع أن تمنع السلطات المصرية كتابه الجديد «من داخل مصر.. أرض الفراعنة علي حافة ثورة»، واصفًا القرار بأنه يعكس عصبية النظام المصري في هذه اللحظة، وخوفه من محتوي الكتاب. أوضح برادلي لـ«المصري اليوم»، في اتصال هاتفي من لندن تفاصيل ما حدث مع ناشره المصري وموقف الجامعة الأمريكية، مشيرًا إلي أنه سيبحث إعادة النظر في القرار مع الحكومة المصرية، خاصة أن النسخة العربية من الكتاب - حسبما قال - علي وشك الصدور، وإلي نص الحوار.. * بداية هل توقعت رد الفعل هذا من جانب الحكومة المصرية تجاه كتابك؟ - بالطبع لا.. لم أتوقعه إطلاقًا، فهناك متسع كبير من حرية الصحافة حاليا في البلاد، وقد أثرت القضايا نفسها التي نشرتها في كتابي سابقًا في حوار مطول مع «المصري اليوم»، لذا فإن قرار الحظر يبدو لي «غير عقلاني، وسلبي للغاية»، وسوف أبحث مع النظام المصري إلغاءه مباشرة. * وما الذي حدث مع الجامعة الأمريكية.. وهل أنت مقتنع بموقفها، خصوصًا أن هناك قناعة بأن الحكومة المصرية لا تستطيع فرض الوصاية علي أي مؤسسة أمريكية؟ - شكوت إلي الناشر الذي قام بطباعة وتوزيع الكتاب قبل شهرين من عدم وجود نسخ في المكتبات المصرية، فأجابني بأن هناك مشكلة في توزيع الكتاب داخل مصر، لكن الأسبوع الماضي فوجئت به يبلغني بأن الجامعة الأمريكية تطلب خمسين نسخة، ثم عاد في اليوم التالي مباشرة ليبلغني بأن الطلب قد ألغي من جانب الجامعة، وأفاد ممثل دار النشر في الشرق الأوسط بأن الحكومة المصرية حظرت دخول الكتاب رسميا إلي البلاد. * ألا تعتقد أن قرار الحظر ربما يصب في مصلحة الكتاب، ويوفر له المزيد من الدعاية التي قد تدفع الكثيرين إلي اقتنائه عن طريق الإنترنت؟ - بالطبع.. فإن حظر أي كتاب يضاعف من اهتمام الجماهير به، ويشوقهم إلي قراءته، مما يرفع حجم مبيعاته، ويمكن لأي شخص شراؤه فعليا عن طريق موقع «أمازون» علي الإنترنت، وبالمناسبة يتم ترجمة هذا الكتاب حاليا إلي «العربية» في نسخة ستصدر في وقت لاحق خلال العام الحالي. * كثير من الصحف المعارضة والمستقلة في مصر تنتقد النظام بضراوة، ورغم ذلك لا يتم مصادرتها.. ألا تعتقد أن حظر كتابك يبدو غريبًا مقارنة بذلك، خصوصًا أنه صادر باللغة الإنجليزية، بما يحول دونه قراءته من جانب غالبية شريحة القراء؟ - أتفق معك في أن القرار يبدو غريبًا، وأنا لم أوجه إهانة شخصية للرئيس مبارك أو عائلته في هذا الكتاب، بل أجريت مقابلة مع حسام بدراوي، المساعد المقرب لجمال مبارك، ومنحته مساحة كافية للدفاع عن الإصلاحيين في الحزب الوطني، وأكدت كذلك علي أن أي تغييرات تستهدف مصر يجب أن تأتي من الداخل أي من المصريين أنفسهم، فضلاً عن كوني أجنبيا، فهذا يجعلني مجرد مراقب خارجي، والتفسير الوحيد الذي أراه لهذا القرار هو أن النظام المصري «شديد العصبية في اللحظة الحالية»، ويري أن الكتاب يمثل تهديدًا، لأنه يقدم حقائق «مروعة» عن الداخل المصري بشكل مباشر، وأعتقد أن الأنظمة المستبدة تري أن الكتب أكثر تأثيرًا من المقالات والقصص الصحفية. * تقصد أن النظام المصري «خائف» من كتابك؟ - لا أعتقد أن الحكومة المصرية تهتم بقراءة المصريين للكتاب، ولكن لا تنس أن هناك ما يقارب تسعة ملايين أجنبي يزورون مصر سنويا، معظهم يأخذ انطباعًا سطحيا عن البلاد، ثم يغادر وفي مخيلته فقط نهر النيل والمتحف المصري والشواطئ والآثار، والنظام المصري في غاية السعادة بذلك، لكنه يدرك جيدًا في الوقت ذاته أن هؤلاء السياح من أكثر الفئات التي تقبل علي شراء الكتب عن الدول التي يزورونها، وأعتقد أن النظام المصري تخوف من شرائهم كتابي إذا وجوده معروضًا في مصر، لأنهم سيكتشفون من خلاله الجانب المظلم لهذا النظام، والذي يحرص علي إخفائه عنهم، لأنه متعلق بـ«فساد» هذا النظام بدءًا من معسكرات التعذيب، ومرورًا بالفقر المتفشي، وانتهاءً بالديمقراطية المزيفة التي لا تعدو أن تكون أكثر من «نكتة». * هل من الممكن أن يكون لحوارك السابق مع «المصري اليوم» علاقة بالتصرف العدائي من جانب الحكومة المصرية تجاه كتابك؟ - أدرك جيدًا أن حواري مع «المصري اليوم» أثار جدلاً واسعًا، فقد تحدثت فيه لأول مرة عن اقتراب مصر من ثورة داخلية، لكن أثني عليه كتاب مثل الراحل مجدي مهنا، وكذلك انتقده آخرون وهذا شيء جيد في حد ذاته، ويغذي حرية الرأي والتعبير، وقد سافرت من وإلي مصر كثيرًا منذ نشر هذا الحوار، ولم أواجه أي مشكلة، وبالمناسبة سوف أسأل وزارة الداخلية المصرية عما إذا كان هناك جديد بشأن دخولي شخصيا إلي مصر التي أعتبرها وطني الثاني، وأنوي العودة إليها بعد انتهاء الصيف، وأعتقد أن الصحفيين الأجانب يجب أن يمارسوا أعمالهم دون تضييق أو مضايقة. * يعتقد البعض أنك أو ناشريك روجتم فكرة منع الكتاب كنوع من الدعاية له؟ - هذا الكلام غير منطقي أو مقبول، ولدي من الخبرات كصحفي ومؤرخ ما يمنعني من اللجوء إلي مثل هذه الوسائل، وكل ما حدث أنني رغبت في توزيع الكتاب داخل مصر ليقرأه الناس، لذا لجأت إلي نشر القضية، ويمكن التأكد من صحة ذلك بسهولة. * ما مدي انتشار هذا الكتاب خارج مصر، وكيف رآه المحللون الأجانب؟ - الكتاب حقق انتشارًا جيدًا في الولايات المتحدة وبريطانيا، ونشر له أكثر من عرض، وكل الذين قدموا له كانت آراؤهم إيجابية، حيث وصفته «ليبرالي جورنال» بأنه بمثابة نقد قاس للنظام «المستبد» المصري، وأوصت كلا من القارئ العادي والمتخصص بقراءته، وكتبت دورية «كيركوس» المتخصصة في عرض الكتب المهمة أن كتاب «داخل مصر» عرض قاس لمجتمع شمولي «فاسد وملئ بالبثور» تم صياغته بشكل محكم، ويمثل جرس إفاقة. * وهل منعت الحكومة السعودية كتابك السابق «داخل السعودية مملكة في أزمة» من دخول الرياض؟ نعم تم حظر تداول كتابي السابق داخل السعودية وقت صدوره عام ٢٠٠٥، لكن مصر ليست السعودية، وحظر كتابي دليل جديد علي أن النظام المصري «فقد قدرته علي التواصل مع التعددية والديمقراطية»، التي طالما ميزت المجتمع المصري.
0 تعليقات

إرسال تعليق

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1