مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

إن السعادة سمة تتأثر بالعامل الو راثي، مثلها مثل مستوى الكولسترول في الدم، لكن بما أن للنظام الغذائي و التمارين الرياضية تأثير أيضاً على مستوى الكولسترول، فإن سعادتنا بالتالي تخضع لسيطرتنا الشخصية إلى حد ما. إليك بعض الاقتراحات المبنية على أسس بحثية لتحسين حالتك المزاجية و لرفع درجة رضاك عن الحياة : 1- عليك أن تدرك بأن السعادة الدائمة لا تأتي من النجاح المالي: يتكيف الإنسان بطبيعته مع ظروفه المتغيرة-حتى و لو كانت هذه الظروف هي حصوله على ثروة معينة أو إصابته بإعاقة ما؛ و عليه فإن الثراء مثل الصحة: انعدامه التام يولد التعاسة، لكن الظفر به (أو بأي حالة نتوق إليها) لا يضمن السعادة - حمدي مصطفي : واعلم أن بقدر ما نقص منك، بقدر ما زادك الله من غيره وممّـا يعوّضه وربّما يزيد 2- كن سيد وقتك: يشعر الأشخاص السعداء دوماً بأنهم مسيطرون على حياتهم، و ما يعينهم على ذلك في أغلب الأحيان هو إدارتهم المثلي للوقت، و مما يساعد على إدارة الوقت بشكل جيد هو تحديد الأهداف الأساسية و من ثم تجزئتها إلى أهداف يومية، و على الرغم من أننا كثيراً ما نبالغ في الأعمال التي نعتقد أننا نستطيع إنجازها في اليوم الواحد (مما يُشعرنا بالإحباط في النهاية)، إلا أننا نقلل بشكل عام من شأن ما يمكننا إنجازه في السنة، فلا نتقدم سوى خطوات قليلة كل يوم - حمدي مصطفي : عوّد نفسك يومياً أن تحاسب نفسك قبل ذهابك للنوم عن إنجازاتك اليوميّة التي تُحسَب لك ... وإن لم تجد، ففكّر بسرعة فيما ستعمله منها غداً 3- تصرف كما لو كنت سعيداً: يمكننا أحياناً أن نتقمص حالة ذهنية معينة؛ فحين يرسم الشخص ابتسامة على وجهه، فإنه يشعر تلقائياً بالتحسن، لكن حينما يقطب جبينه، فإن العالم بأسره يبدو مظلماً في وجهه، إذاً ما عليك سوى أن تضع قناع الوجه السعيد لتسعد، تحدث كما لو كنت متفائلاً، ودوداً، و تكن احتراماً حقيقياً لذاتك. فالحركات من شأنها توليد الانفعالات - حمدي مصطفي : تفاءل وتوكّل علي الله وأقبل علي الدنيا بغرض إرضاء المولي عزّ وجل ... تجد الدنيا تعطيك أكثر ممّـا تتمنّي 5- تحرك ومارس الرياضة اليوميّة : يُظهر فيض من الأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية اليوميّة، لا تعمل على تحسين الحالة الصحية و الإمداد بالطاقة فحسب ، بل هي ترياق مضاد للحالات المتوسطة من الإكتئاب و القلق، (و كما قال الفيلسوف أفلاطون): العقل السليم في الجسم السليم، فدع عنك التسمر أمام شاشة التلفاز و ابدأ بالحركة - حمدي مصطفي : الحركة الجسمانية والفكريّة والعاطفية، كلّها تؤدّي لصحة الإنسان ولجعله أكثر قدرة علي السعادة وإسعاد الآخرين 6- خذ قسطك الكافي من النوم: يعيش الأشخاص السعداء حياة مفعمة بالنشاط و الحيوية، لكنهم في المقابل يحرصون على تخصيص أوقات للنوم و الانفراد بالنفس لتجديد النشاط، و يعاني الكثير من الناس من قلة النوم و ما يتبع ذلك من نتائج سلبية تتمثل في: الإعياء، و انخفاض مستوى اليقظة، إضافة إلى الحالات المزاجية السيئة - حمدي مصطفي : لمقاومة مغريات السهر، عليك باستثارة الإرادة والعزيمة 7- أعط الأولوية للعلاقات المقربة: إن إقامة صداقات حميمة مع أولئك الأشخاص الذين يكترثون لأمرك، و يهتمون بك اهتماماً بالغاً، قد يساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة، و حين يكون الإنسان محاطاً بأشخاص جديرين بالثقة، فإن ذلك يفيده روحياً و جسدياً. اعزم على توثيق علاقاتك المقربة، و ابدأ بالأقرب فالأقرب، و إياك أن تدرج لأشخاص المقربين إليك ضمن الأمور البديهية في حياتك، بل اعزم على أن تظهر لهم ذلك اللطف الذي تظهره للآخرين، و أن تساندهم، و أن تلعبوا و تتشاركوا سوياً - حمدي مصطفي : الأقربون أولي بالمعروف، أنثر رحيق المودّة والعون من حولك ... أبذل بعض الجهد لدعم علاقاتك مع عائلتك وجيرانك وزملاء العمل بحيث تكتسب حبهم وثقتهم وسعادتهم بلقائك 8- وسع دائرة اهتمامك: قم بمد يد العون لأولئك المحتاجين و تلمس احتياجاتهم. إن السعادة تزيد من العطاء الذي يدخل السعادة في قلوب الآخرين (و فاقد الشيء لا يعطيه)، لكن المبادرة بفعل الخير تجعل الإنسان يشعر بالسعادة أيضاً - حمدي مصطفي : بالعطاء وبالرضا بما قسم لك الله، تجني أطعم وأحلي ثمرات السعادة 9- كن ممتناً شاكراً و مقراً بالجميل: يتمتع الأشخاص الذين يحتفظون بسجل يومي لتدوين مشاعر الامتنان بصحة نفسية عالية، الذين يقفون مع أنفسهم وقفة صادقة كل يوم ليتأملوا بعض الجوانب الإيجابية في حياتهم (الصحة، و الأصدقاء، و العائلة، و الحرية، و التعليم، و الحواس، و البيئة الطبيعية المحيطة بهم، و ما إلى ذلك) - حمدي مصطفي : قدّر جهود من حولك في كل مكان، وأثني علي المجيد والكفء ... ولا تنسي محاولة رد الجميل لمن عاونوك في سبيل الوصول لما أنت فيه الآن، ولو بكلمة طيّبة 10- احرص على تغذية الجانب الروحي: يشكل الإيمان بالنسبة للكثير من الناس مجتمعاً مؤازراً، و سبباً لتوسيع دائرة اهتمامهم، كما يمدهم بإحساس بالغاية من الحياة، و يبث الأمل في نفوسهم، و هذا ما يساعدنا على تفسير سبب سعادة أولئك الأشخاص الذين لهم نشاطات فاعلة في التجمعات الدينية، إذ تظهر التقارير إلى ارتفاع معدلات السعادة لديهم أعلى من غيرهم، كما أنهم غالباً ما يتمكنون من التعامل مع الأزمات بنجاح - حمدي مصطفي : يجب أن يكون الجانب الروحي في رأيي هم رقم واحد في هذه النصائح العشرة، داوم علي قراءة القرآن والدعاء وصلاة النفل والتصدّق علي الفقراء والمحتاجين بالمال والعلم والخبرة ... ولا تنسي أن تتأكّد في كل مرّة تعمل فيها خير، أن توجّهه خالصاً للمولي عزّ وجل، عسي أن يتقبّله منك فتكون من الفائزين فوزاً عظيماً
0 تعليقات

إرسال تعليق

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1