مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

أنواع التربية

هناك ثلاثة أنواع من التربية هم التربية الجماعية والتربية الفردية و تربيةالمربى .

أولاً : التربية الجماعية " العائلية "

* إن الإسلام جاء كمنهج للجماعة ، ونزل القرآن فى أمره ونهيه مخاطباً الجماعة فى صيغة : " يا أيها الذين آمنوا " افعلوا أو لا تفعلوا ، والمسلم بين الحين والحين يخالط ويعايش الآخرين فى المحيط الأوسع مساحة وعدداً ، وهو العائلة والأقارب والجيران وبيئة العمل و... وبعدها الأمة التى لا تجتمع على ضلالة ، كما جاء فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تجتمع أمتى على ضلالة " وبهذا يكتسب الفرد سلوكاً اجتماعياً إسلامياً فى تعامله ومعاملاته وحياته . وللجماعة الصالحة هنا والمعايشة معها فوائد ووظائف نذكر منها :

1- أنها تحمى الفرد من الانحراف والانفلات .

2- أنها عامل تثبيت للفرد فى الطريق واجتياز العقبات التى تواجهه .

3- أنها تعين الفرد على طاعة الله والاستقامة على منهجه .

4- يرى الفرد فيها صوراً من التصرفات والسلوكيات الحميدة لبعض الأفراد واقعاً ملموساً ويكون قد سمع بها أو قرأ عنها ؛ ولأنه لا بد أن يستحسن الحسن ويستقبح القبيح فيجب أن يحذو فى تصرفه مثل ذلك الذى رآه فتكون أفعل وسيلة لِتكَوّن سلوكاً إسلامياً حميداً لدى الفرد . وهنا نورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابى رضى الله عنه : " الزم جماعة المسلمين وإمامهم ".

5- أنها تقومه إذا اعوج ، وتعينه إن استقام ، " المؤمن مرآة أخيه " " و الدين النصيحة " ، وخير رفيق من إذا ذكرت الله أعانك ، وإن نسيت ذكرك .

6- يرى الفرد صوراً من التصرفات والسلوكيات غير الحميدة فيستقبحها ، وإما أن يكون ممن يأتى مثل هذه السلوكيات وهو غافل عن قبحها فحين يرى قبحها وهى تجرى أمامه فلابد أنه ينوى فى نفسه ألا يأتيها وأن يتخلص منها ، أو قد يكون ممن لم يسبق له اقترافها والوقوع فيها فيحذرها .

ثانياً : التربية الفردية " الذاتية "

وهو الأسلوب الذاتى فى التربية " الذاتية التربوية " : وهو أن يعرف الفرد ما ينقصه فيعمل على استكماله وما يعيبه فيعمل على التخلص منه " ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها " الشمس 7-10

و ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم )

و " كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " الإسراء 14 .

ثالثاً : تربية المربى الثقة " تربية النصح والإرشاد والتوجيه "

* وهو الناصح الأمين ، قد يكون أباه أو أمه أو أخيه أو أُستاذه أو صديقه ..، وبخبرته فى المعايشة وبصيرته النافذة يعمد إلى الفرد فى زيارة أو لقاء تسوده الأخوة والمودة يأخذ بيده ليرشده إلى السلوك الحميد والخلق القويم ويعينه على نفسه وعلى شيطانه .

. ولكن كيف للمربى أن يؤدى واجبه على هذا النحو؟! إلا إذا تحققت له المعايشة للفرد،ولكن الأسرة المسلمة تحولت إلى واجبات معيشية " الأكل والشرب والملابس والاحتياجات الأسرية التى لا تنتهى " ينقصها المتابعة لأفراد الأسرة الروحية والخلقية والجوّ الأُسرى الاسلامى من تألف وحب وإخاء وأبوه التى تمكّن المربى من معرفة أحوال أسرته ، ونادراً جداً ما يسأل المربى عن أحوالهم المعيشية أو عن ما جد فى حياتهم أو عن عملهم مع غيرهم ، أو عن أحوالهم وأمورهم التعبدية ومتابعتها بصورة عملية .

وعلى سبيل المثال نذكر بعض الأعمال والمطلوب من الأسرة المسلمة لتحقيق جوانب هامة فى رسالة الأسرة :

1- الالتقاء المخطط والهادف كل أسبوع عقب صلاة العشاء " قراءة قران وخاطرة روحية ومعنى أخلاقى ومتابعة أفراد الأسرة واحداً واحد واقتراحات .

2-معايشة المربى للأفراد معايشة فردية ومشاركة وجدانية عن طريق : " تمشية ، رحلة ، جلوس منزلى بدردشة .... ، وهذه يمكن أن تحقق الأهداف التالية : رفع الروح المعنوية للأفراد- تقوية الصلة بين الفرد والمربى - فرصة لعطاء متميز لفرد متميز- فرصة لعلاج ضعف أو حل مشكلة - إن وجدت يصعب تناولها أو الحديث عنها أمام الأسرة فى البيت ؛لتعميق التعارف بين المربى وبين الفرد فى الأسرة بصورة تريح الفرد وتسعده ولا تكون عبئاً نفسياً عليه

3- حث المربى أفراد الأسرة على الدردشة وأخذ الاراء بعضهم البعض ، كأن يؤدى خدمة له هو فى حاجة إليها أو للسؤال عنه

4- ترتيب بعض الزيارات المتبادلة بين الأسرة الأقارب بعضها البعض لزيادة التقارب بين أفراد العائلة وتوسيع مجال التعارف وتبادل الخبرات والإحساس بأنه فرد فى جماعة صالحة واسعة وليس محيط أسرته هو نهاية الدائرة.

5- على المربى أن يرصد بعين الوالد الحريص على أبنائه تصرفات أفراد أسرته وسلوكياتهم ليثنى على الحسن منها ويزكيها ، ويعدل ما عدا ذلك ، مقيماً لمدى التقدم الذى يحرزه الأفراد بمرور الأيام ، وعلى فترات ولتكن كل شهرأو 3 أشهر.

أ/حسين فتحي محمد المحامى

HESENFATHY70@YAHOO.COM

http://nasehameen.blogspot.com

0 تعليقات

إرسال تعليق

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1