مدونة ناصح أمين ... حسين المحامى

    

كيفَ تفهمُ الناسَ والحياةَ ؟!.. استَمِع لهم . أ/حسين فتحى محمد المحامى * الاستماع يعُد أهم وسيلة اتصالية، فحتى تفهم الناس من حولك لا بد أن تستمع لهم، وتستمع بكل صدق، لا يكفي فقط أن تستمع وأنت تجهّز الرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث، فهذا لا يسمى استماعاً على الإطلاق. * إن عدم معرفتنا بأهمية مهارة الاستماع تؤدي بدورها لحدوث الكثير من سوء الفهم، الذي يؤدي بدوره إلى تضييع الأوقات والجهود والأموال والعلاقات التي كنا نتمنا ازدهارها، ولو للحظات ، مثلاً المشاكل الزوجية، عادة ما تنشء من قصور في مهارة الاستماع خصوصاً عند الزوج، وإذا كان هذا القصور مشتركاً بين الزوجين تتأزّم العلاقة بينهما كثيراً، لأنهم لا يُحسنون الاستماع لبعضهما البعض، فلا يستطيعون فهم بعضهما ، الكل يريد الحديث لكي يفهم الطرف الآخر؛ لكن لا يريد أحدهم الاستماع! * إن الاستماع ليست مهارة فحسب، بل هي وصفة أخلاقية يجب أن نتعلمها، إننا نستمع لغيرنا لا لأننا نريد مصلحة منهم ؛ لكن لكي نبني علاقات وطيدة معهم. * ولنتذكر أننا إذا أردنا فهم الآخرين فعلينا أولاً أن نستمع لهم بوعي حول ما يدور في أنفسهم. كيف تستمع للآخرين ؟! 1- استمع استمع استمع، نعم عليك أن تستمع وبإخلاص لمن يُحدثك، تستمع له حتى تفهمه، لا أن تخدعه أو تلتقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا كلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه. 2- لا تجهّز الردّ في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع تأجيل الردّ لمدة معينة حتى تُجمّع أفكارك وتُصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الردّ، لأنه يؤدي بدوره لسوء الفهم. 3- اتجه بجسمك كله لمن يتحدث لك، فإن لم يكن فبوجهك على الأقل، لأن المتحدث يتضايق ويُحس بأنك تهمله إن لم نتظر له أو تتجه له، وفي حادثة طريفة تؤكد هذا المعنى، كان طفل يُحدث أباه المشغول في قراءة الجريدة، فذهب الطفل وأمسك رأس أبيه وأداره تجاهه وكلمه ! 4- بيّن للمتحدث أنك تستمع ، لأنك إن تظاهرت بأنك تستمع لمن يحدثك فسيكتشف ذلك إن آجلاً أو عاجلاً، بيّن له أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم... صحيح أو تهمهم، أو تُومئ برأسك، المهم بيّن له بالحركات والكلمات أنك تستمع له. 5- لا تقاطع أبداً، ولو طال الحديث ، وهذه نصيحة مُجرّبة كثيراً ولطالما حُلت مشاكل بالاستماع فقط ، لذلك لا تقاطع أبداً، واستمع حتى النهاية، وهذه النصيحة مهمة بين الأزواج وبين الوالدين وأبنائهم وبين الإخوان وبين كل الناس. 6- بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامه بقولك: أنت تقصد كذا وكذا.... صحيح ؟! فإن أجاب بنعم فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسأله أن يُوضّح أكثر، وهذا خير من أن تستعجل الردّ فيحدث سوء تفاهم. 7- لا تفسر كلام المتحدث من وجهة نظرك أنت، بل حاول أن تتقمّص شخصيته وأن تنظر إلى الأمور من منظوره هو لا أنت، وإن طبقت هذه النصيحة فستجد أنك سريع التفاهم مع الغير. 8- حاول أن تتوافق مع حالة المتحدث النفسية، فإن كان غاضباً فلا تطلب منه أن يهدئ من روعه؛ بل كن جاداً واستمع له بكل هدوء، وإن وجدت إنسان حزيناً فاسأله ما يحزنه ثم استمع له لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له. 9- عندما يتكلم أحدنا عن مشكلة أو أحزان فإنه يعبر عن مشاعر لذلك عليك أن تلخص كلامه وتعكسها على شكل مشاعر يحس بها هو . أقترح عليك هذه التجربة 1- حيث تسنح لك الفرصة مراقبة أشخاص يتحدثون أغلق أذنيك لبضع دقائق وراقب انفعالات الناس والتي قد لا تُظهرها الكلمات وحدها. 2- راقب نفسك كلما كنت في حوار مع أي شخص، واضبط نفسك إن حاولت أن تقيّم أو تفسّر حديث الشخص بشكل خاطئ، واعتذر له واطلب منه أن يُعيد الحوار مرة أخرى، جربتُ هذه الطريقة من قبل وكان لها مفعولاً عجيباً على الطرف الآخر. وفى النهاية عرفت كيف تفهم الناس والحياة ؟!.. أن تستمع لهم . أ/حسين فتحى محمد المحامى HESENFATHY70@YAHOO.COM http://nasehameen.blogspot.com
0 تعليقات

إرسال تعليق

تصفّح المصرى اليوم

صفحة جديدة 1